استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، سعيدة ميزريوييفا، رئيسة الإدارة الرئاسية في أوزبكستان وعضو لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والدعوي بين الأزهر والأطراف الأوزبكستانية.

ورحب الإمام الأكبر بضيفته في رحاب الأزهر الشريف، مشيدًا بالعلاقات التاريخية بين مصر وأوزبكستان، ومُشيرًا إلى دور العلماء الأوزبكستانيين البارزين في الفكر والتراث الإسلامي، أمثال الإمام الماتريدي والترمذي والزمخشري والفارابي والخوارزمي، مؤكّدًا أن إسهاماتهم تجاوزت الثقافة الإسلامية لتفيد البشرية جمعاء.

وأشار فضيلته إلى سعادته برؤية المرأة المسلمة تتقلد مناصب رفيعة مثل السيدة سعيدة، معربًا عن تقديره لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة وحماية الأطفال وتعزيز التعليم والثقافة والحفاظ على التراث الإسلامي.

من جانبها، أعربت سعيدة ميزريوييفا عن تقديرها الكبير لجهود الإمام الأكبر العالمية في نشر قيم الأخوة والتعايش الإيجابي، ومكافحة الفكر المتطرف، مُشيرًة إلى اعتزاز بلادها بالدكتوراه الفخرية التي مُنحت له من أكاديمية أوزبكستان الإسلامية عام 2018، وناقلت تحيات الرئيس شوكت ميرضيائيف وتمنياته بموفور الصحة والعافية لفضيلته.

وأكدت رئيسة الإدارة الرئاسية رغبة بلادها في تعزيز التعاون مع الأزهر من خلال مبادرات التعليم المشترك، وتبادل الباحثين والطلاب، وتنفيذ مشروعات علمية مشتركة بين جامعة الأزهر وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية، لاستثمار التراث والمخطوطات الإسلامية التي يزيد عددها على 100 ألف مخطوط، ونشر التراث العلمي للإمام الماتريدي، والتعاون في تأهيل المتأثرين بالأفكار المتطرفة وإعادة دمجهم في المجتمع.

وأبدى فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر للتعاون في تنفيذ هذه المقترحات، موجّهًا بتشكيل لجنة مشتركة للبدء في تنفيذها بسرعة.

وفي ختام اللقاء، قدّمت رئيسة الإدارة الرئاسية دعوة رسمية للإمام الأكبر لزيارة أوزبكستان والمشاركة في افتتاح مركز الحضارة الإسلامية، أكبر مركز للحضارة الإسلامية في آسيا الوسطى، حيث رحّب فضيلته بالدعوة وهنأ الشعب الأوزبكستاني بهذا الصرح الحضاري المهم، مؤكدًا أنه امتداد للتاريخ المشرف لعلماء بلاد ما وراء النهر في خدمة الحضارة الإسلامية.