دين
دار الإفتاء توضح حكم تغطية الفم والأنف في الصلاة بسبب البرد الشديد
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم تغطية بعض الوجه أثناء الصلاة بسبب البرد الشديد، حيث أوضح السائل أن والده رجل مسنٌّ يذهب إلى صلاة الفجر واضعًا كوفية أو ثوبًا على فمه وأنفه اتقاءً للبرد، متسائلًا عن حكم صلاته في هذه الحالة.
وأجابت دار الإفتاء بأن تغطية الفم والأنف في الصلاة جائزة شرعًا عند الحاجة، مثل شدة البرد، أو المرض، أو كِبَر السن، مؤكدة أن موضع الكراهة يكون عند عدم وجود حاجة أو سبب معتبر، فإذا وُجدت الحاجة ارتفعت الكراهة، وتكون الصلاة صحيحة ومجزئة ولا حرج فيها.
وأوضحت الإفتاء أن الشرع الشريف نهى عن تغطية الفم والأنف في الصلاة نهي كراهة تنزيهية، وليس نهي تحريم، استنادًا إلى أحاديث نبوية منها قول النبي ﷺ: «نهى عن السدل في الصلاة، وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاه»، لما في ذلك من انشغال المصلي عن الخشوع وإتمام القراءة والسجود على الوجه الأكمل. إلا أن هذا النهي ليس على إطلاقه، بل يُستثنى منه ما كان لعذرٍ أو حاجة.
وبيّنت أن الفقهاء أجازوا تغطية الفم عند التثاؤب، التزامًا بالأدب في الصلاة، واستدلوا بحديث النبي ﷺ: «إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليضع يده على فيه، فإن الشيطان يدخل»، كما أجازوا التلثم في حالات الضرورة أو الحاجة، كاتقاء البرد الشديد أو دفع المرض.
وأكدت دار الإفتاء أن القاعدة الفقهية تنص على أن الكراهة تزول بأدنى حاجة، وهو ما ينطبق على حالة السائل، خاصة مع كِبَر سن والده وخروجه لصلاة الفجر في أجواء شديدة البرودة، مشددة على أن ما يفعله الوالد جائز شرعًا، ولا يؤثر على صحة الصلاة من أي وجه.
وختمت الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الشريعة الإسلامية قائمة على اليسر ورفع الحرج، وأن مراعاة أحوال الناس الصحية والبيئية مقصد شرعي معتبر، لا سيما في العبادات.