سلّط تقرير صحفي بريطاني الضوء على أن الغياب المحتمل للنجم المصري محمد صلاح عن صفوف ليفربول لمدة قد تصل إلى شهر لم يعد يُنظر إليه ككابوس فني كما في السابق، بل قد يتحول إلى فرصة ثمينة حال أحسن المدير الفني آرني سلوت استغلالها، عبر منح الثقة للدولي الإيطالي فيديريكو كييزا باعتباره الخيار الأنسب لتعويض قائد «الريدز» في المرحلة المقبلة.

وأشارت صحيفة «ميرور» البريطانية إلى أن ليفربول اعتاد الشعور بالقلق في كل مرة يغيب فيها صلاح عن التشكيل الأساسي، إلا أن المعطيات الحالية تفتح الباب أمام مكاسب فنية على المدى المتوسط، خاصة إذا نجح أحد اللاعبين الأقل مشاركة في إثبات قدراته، وعلى رأسهم كييزا، الذي لا يزال يبحث عن دور ثابت داخل مشروع سلوت الجديد.

وأكدت الصحيفة أن الفترة الماضية شهدت توترًا ملحوظًا بسبب استبعاد محمد صلاح عن بعض المباريات، ما يجعل ابتعاده المؤقت بمثابة متنفس لجميع الأطراف. وفي المقابل، قد يكون فيديريكو كييزا هو المستفيد الأكبر من هذا الغياب، بعدما مر بـ18 شهرًا متقلبة منذ انتقاله إلى ميرسيسايد، رغم تقديمه ومضات لافتة، تُوجت بحصوله على جائزة لاعب شهر سبتمبر في ليفربول، بفضل تأثيره الواضح في الدقائق التي شارك فيها.

وأضاف التقرير أن الأسابيع المقبلة قد تمثل نقطة تحول حاسمة في مسيرة كييزا مع «الريدز»، لا سيما في حال واصل منتخب مصر مشواره في بطولة كأس الأمم الأفريقية. ومع ضغط المباريات وكثافة الاستحقاقات المحلية والقارية، يصبح التدوير أمرًا لا مفر منه، وقد يكون قدر بسيط من ثقة سلوت كفيلًا بمنح اللاعب الإيطالي موطئ قدم حقيقي داخل التشكيل الأساسي.

وتطرقت «ميرور» إلى تألق محمد صلاح مع منتخب مصر في المغرب، حيث قاد «الفراعنة» للفوز على زيمبابوي بنتيجة 2-1، بعدما سجل هدف الانتصار في الوقت بدل الضائع، ليُبقي مصر ضمن دائرة المنافسة على اللقب القاري. وفي ظل هذا الغياب، قد تتزايد فرص كييزا في الحصول على مساحة زمنية أطول لإثبات قدراته داخل الفريق.

كما لفت التقرير إلى أن نجم يوفنتوس السابق لا يزال ينتظر أول مشاركة أساسية له في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وهي خطوة قد تتحقق خلال مواجهة وولفرهامبتون على ملعب «أنفيلد»، رغم احتمالية ميل سلوت إلى الاستقرار الفني بعد تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية، كان آخرها الفوز على توتنهام بنتيجة 2-1 في أول مباراة يخوضها الفريق بدون صلاح.

وأوضحت الصحيفة أن إصابة المهاجم ألكسندر إيزاك بكسر في الساق، والتي ستبعده عن الملاعب لعدة أشهر، زادت من حاجة ليفربول إلى حلول هجومية جاهزة، وهو ما يعزز من حظوظ كييزا في الظهور بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.

وأبرزت «ميرور» الفارق في ردود الفعل بين اللاعبين، حيث قوبل استبعاد محمد صلاح بحالة من الغضب الواضح، في حين تعامل كييزا بهدوء واحترافية عندما فضّل سلوت تدعيم الدفاع على حساب ضمه لقائمة دوري أبطال أوروبا. وبدلًا من الاعتراض، ركّز اللاعب الإيطالي على العمل داخل الملعب لإثبات قيمته الفنية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن فيديريكو كييزا، ورغم كونه أقرب في أسلوبه إلى فلسفة يورجن كلوب القائمة على الضغط العالي والفوضى المنظمة، إلا أنه قدم لحظات حاسمة هذا الموسم، سواء بتسجيل أهداف مؤثرة أو صناعة الفرص، إلى جانب التزامه الدفاعي اللافت، وهو ما يجعله – بحسب «ميرور» – البديل الأجدر لتعويض محمد صلاح، والمرشح الأبرز لنيل ثقة آرني سلوت خلال المرحلة المقبلة.