مجتمع الدفاع
لايف كوتش تكشف أسباب صعوبة التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة وتوجّه نصائح للأسر
كشفت نهى فرحات، اللايف كوتش والمتخصصة في الإرشاد النفسي، عن أسباب صعوبة التعامل مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة، مؤكدة أن هذه المرحلة تُعد طبيعية في حياة الإنسان، وتشهد تغيرات نفسية وهرمونية وسلوكية حادة، تتطلب قدرًا كبيرًا من الوعي والهدوء من جانب الأسرة، بعيدًا عن أساليب السيطرة أو الصدام المباشر.
وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح البلد»، الذي يقدمه الإعلامي محمد جوهر، والمذاع على قناة صدى البلد، أوضحت فرحات أن تربية الأبناء تظل مسؤولية أساسية تقع على عاتق الأسرة، رغم التأثيرات المتزايدة للمجتمع والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أن الهاتف المحمول أصبح شريكًا فعليًا في عملية التربية، وهو ما يمكن التحكم فيه من خلال تنظيم الوقت ووضع حدود واضحة للاستخدام.
وأوضحت المتخصصة في الإرشاد النفسي أن مرحلة المراهقة، والتي تمتد وفقًا لتعريف منظمة «يونيسف» من سن 13 إلى 18 عامًا، تشهد ما وصفته بـ«عاصفة من التغيرات الهرمونية»، التي تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الأبناء، حيث يعيش المراهق حالة من الارتباك وعدم القدرة على فهم ما يحدث داخله، مع زيادة الاندفاع وقوة المشاعر، وظهور تساؤلات مرتبطة بالهوية والاستقلال وإثبات الذات.
وأضافت نهى فرحات أن هذه التغيرات قد تنعكس في سلوكيات متعددة، مثل العناد، العصبية، الميل للعزلة أو الانطواء، مؤكدة أن دور الأهل في هذه المرحلة يتمثل في الاحتواء والاستيعاب، وعدم اعتبار هذه التصرفات فشلًا تربويًا، بل مرحلة مؤقتة تحتاج إلى دعم نفسي وتفهم.
وأشارت إلى أن رضا الأصدقاء يصبح في مرحلة المراهقة أكثر أهمية لدى الأبناء من رضا الأسرة، نظرًا لرغبتهم القوية في الشعور بالانتماء والأمان الاجتماعي، محذّرة من أن فرض السيطرة أو التدخل القسري في اختيارات الأبناء، خاصة ما يتعلق بالأصدقاء، غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية وزيادة التمسك بتلك العلاقات.
وشددت فرحات على أن التربية الإيجابية خلال مرحلة المراهقة تقوم على الهدوء والحوار وغرس القيم والمبادئ، وليس على المنع أو إصدار الأوامر المباشرة، مؤكدة أن أثر التربية لا يظهر بشكل فوري، لكنه يتراكم بمرور الوقت، ويؤثر بشكل إيجابي في قرارات الأبناء وسلوكياتهم مستقبلًا.