اخبار عسكرية
عملية «عين الصقر» الأميركية ضد داعش تثير جدلاً واسعًا بين السوريين
أثارت العملية العسكرية الأميركية الواسعة «عين الصقر» ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا ردود فعل متباينة بين السوريين، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى هذه العمليات، ومستقبل الوجود العسكري الأميركي في البلاد.
وجاءت العملية بعد أسبوع واحد من مقتل جنديين أميركيين ومترجم في مدينة تدمر وسط سوريا، في هجوم انتقامي واسع النطاق، شارك فيه الأردن بتقديم دعم جوي عبر طائرات مقاتلة، في تصعيد يعكس إصرار واشنطن على الرد بقوة على أي استهداف لقواتها.
واستهدفت الضربات الأميركية بنى تحتية ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم داعش في عدة مناطق بوسط سوريا، شملت بادية حمص وأرياف دير الزور والرقة، في هجمات وصفت بالدقيقة وهدفت إلى تقويض قدرات التنظيم ومنعه من إعادة تنظيم صفوفه.
وشملت العملية استخدام مقاتلات حربية ومروحيات أباتشي، إلى جانب القصف المدفعي، في هجوم عسكري معقد استهدف أكثر من 70 موقعًا للتنظيم، مستخدمًا أكثر من 100 نوع من الذخائر الدقيقة الموجهة، بحسب ما أعلنته القيادة الوسطى الأميركية، التي نشرت بدورها مشاهد مصورة لانطلاق الضربات لإظهار حجم العملية ورسالة الردع المصاحبة لها.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجاح العملية، مشيرًا إلى أنها جاءت ردًا على الهجوم الذي أودى بحياة جنود أميركيين، وقال إن الضربات كانت دقيقة واستهدفت جميع المواقع المحددة بعناية، معتبرًا أن التنظيم كان يحاول إعادة بناء نفسه بعد هزيمته السابقة.
من جانبه، وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث العملية بأنها «إعلان ثأر» وليست بداية حرب جديدة، مؤكدًا استمرار بلاده في ملاحقة من وصفهم بأعداء الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية تنفيذ عشر عمليات مشتركة في سوريا والعراق منذ هجوم تدمر، أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصرًا من التنظيم، بينما لا يزال نحو ألف جندي أميركي منتشرين في سوريا ضمن عمليات مكافحة داعش، وسط جدل مستمر حول شرعية هذا الوجود وفاعليته.
وعلى مواقع التواصل، انقسمت آراء السوريين بين من يرى أن دعم بسط سيطرة الدولة السورية على كامل أراضيها هو السبيل الوحيد لإنهاء الفوضى والإرهاب، ومن تساءل عن أسباب تأخر هذه الضربات إذا كانت الأهداف معروفة منذ فترة، فيما دعا آخرون إلى استمرار العملية حتى القضاء الكامل على فلول التنظيم، محذرين من أن أنصاف الحلول قد تفتح الباب لعودة الإرهاب من جديد.
في المقابل، اعتبر بعض المعلقين أن التحركات العسكرية تخضع لحسابات إقليمية ودولية أكبر من المشهد الميداني، وهو ما تزامن مع إعلان الرئيس ترامب أن الحكومة السورية تؤيد العملية العسكرية الأميركية.
وأكدت الخارجية السورية، في بيان رسمي، التزام دمشق بمكافحة تنظيم داعش ومنع وجود أي ملاذات آمنة له داخل الأراضي السورية، مشددة على مواصلة تكثيف العمليات العسكرية ضده في جميع المناطق التي يشكل فيها تهديدًا أمنيًا.