دين
حكم صيام قضاء رمضان وصيام التطوع في شهر رجب
يتساءل كثير من المسلمين عن جواز صيام قضاء أيام رمضان في شهر رجب، خاصة مع ما يتردد أحيانًا من أقوال متباينة حول الصيام في هذا الشهر. وأوضحت الجهات الشرعية أن صيام القضاء في رجب جائز بلا خلاف، كما يجوز صيام التطوع فيه، إذ لم يرد ما يمنع ذلك في الشرع.
ويجوز لمن أفطر أيامًا من رمضان بعذر شرعي مثل السفر أو المرض أو الحمل، أن يقضي هذه الأيام في رجب أو في أي شهر آخر، فالقاعدة الشرعية تنص على أن قضاء الصيام واجب متى توفرت القدرة عليه، دون التقيد بوقت محدد. كما أن صيام التطوع في رجب مباح ومشروع شأنه شأن باقي الأشهر، مع مراعاة الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها.
ويعد شهر رجب من الأشهر الحرم العظيمة التي أمر الله بتعظيمها والإكثار من العمل الصالح فيها، كما جاء في قوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ». وثبت عن النبي ﷺ أن الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب.
وحول الصيام في رجب، أكدت دار الإفتاء أن الصيام فيه جائز في أوله أو وسطه أو آخره، سواء كان فرضًا كقضاء رمضان، أو تطوعًا، ولا دليل صحيح يمنع ذلك. كما أوضحت أن من أفطر أيامًا من رمضان بعذر مؤقت، يجب عليه القضاء فور زوال العذر، ولا يتحول إلى الإطعام إلا عند العجز الدائم.
وبالنسبة لمن يشكك في كون صيام رجب بدعة، فالإفتاء أكدت أن هذا القول غير صحيح، إذ صيام التطوع مشروع في جميع أيام السنة باستثناء الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها، مثل أيام العيدين وأيام التشريق، أو ما نُهي عن صيامه بصورة صريحة.
ويقسم الصيام إلى فرض، مثل صيام رمضان وقضائه والكفارات والنذور، وإلى تطوع، وهو ما يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه، ويشمل التطوع صيام الأشهر الحرم ومنها رجب، إضافة إلى صيام أيام محددة كستة أيام من شوال ويوم عرفة وغير ذلك.
وبذلك يتضح أن صيام قضاء رمضان أو التطوع في رجب جائز شرعًا، ولا يعد بدعة، بل هو من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.