اعتبر اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية تمثل تحديًا صريحًا لإرادة المجتمع الدولي، واستمرارًا لنهج فرض الأمر الواقع بالقوة، في مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأوضح فرحات أن التوسع الاستيطاني يهدف إلى تقويض أسس التسوية السياسية، ويعمل على تفريغ فكرة حل الدولتين من مضمونها العملي، مما يغلق الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. وأضاف أن هذه السياسات تمثل أحد أبرز أسباب تعثر عملية السلام واستمرار دوامة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.

وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 يعد غير مشروع وفق إجماع دولي راسخ، وأن مصادقة الاحتلال على مستوطنات جديدة تعكس استخفافًا بقرارات مجلس الأمن، لا سيما تلك التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان وضرورة وقفه الكامل دون استثناءات.

وأشاد فرحات بالموقف المصري الثابت الرافض لأي شكل من أشكال التوسع الاستيطاني، معتبرًا أنه موقف مسؤول يرتكز على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والحفاظ على فرص تحقيق سلام عادل وشامل قائم على المرجعيات الدولية، وفي مقدمتها حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذر فرحات من أن استمرار السياسات الاستيطانية يزيد الاحتقان في الأراضي الفلسطينية ويهدد أمن واستقرار الإقليم، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل جدي للضغط على إسرائيل لوقف الأنشطة الاستيطانية وضمان حماية حقوق الشعب الفلسطيني، بما يعيد إحياء المسار السياسي ويؤسس لسلام دائم قائم على العدالة واحترام الشرعية الدولية.