تقارير وتحقيقات
تقرير عبري: إسرائيل تواجه عجزًا في ميزان الهجرة الأكاديمية عام 2024 بسبب هجرة العقول
أفادت صحيفة عبرية، الأربعاء، بأن إسرائيل شهدت عام 2024 عجزًا في ميزان الهجرة الأكاديمية، نتيجة تفاقم ظاهرة هجرة العقول، لأسباب متعددة بينها سياسات الحكومة وتداعيات الحرب على قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية في تقرير بعنوان "تتفاقم ظاهرة هجرة العقول في إسرائيل للمرة الأولى منذ سنوات" أن عدد الأكاديميين الحاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى الذين انتقلوا للعيش في الخارج فاق عدد الأكاديميين العائدين إلى إسرائيل، بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن الهجرة الأكاديمية تشمل الباحثين والعلماء الشباب المتعلمين من مجتمعات مستقرة، خاصة من مناطق شارون وتل أبيب. وتشير البيانات إلى أن نحو 55 ألف إسرائيلي من خريجي البكالوريوس والماجستير يعيشون في الخارج، فيما يعيش 16% من الحاصلين على الدكتوراه خارج البلاد.
وبحسب التقرير، شهد عام 2024 ارتفاعًا في نسبة الحاصلين على الدكتوراه الذين انتقلوا للعيش في الخارج لمدة تزيد عن ثلاث سنوات، بما في ذلك 25.4% من خريجي الرياضيات و21.7% في علوم الحاسوب و17% في الفيزياء و19.4% في علم الوراثة، إلى جانب نسب متفاوتة في الكيمياء والهندسة الكهربائية وعلوم الأحياء.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ربع الحاصلين على الدكتوراه من معهد وايزمان يعيشون في الخارج، و18.2% من معهد التخنيون، و15% من جامعة تل أبيب، في حين تتراوح النسب في جامعات أرييل وبار إيلان بين 7 و10%.
وأرجعت الصحيفة أسباب الهجرة إلى عدة عوامل، منها تداعيات الحرب على غزة، تعديلات القوانين التي وصفتها المعارضة بالاستهدافية، والضغط على الأوساط الأكاديمية، بما في ذلك خفض ميزانيات التعليم العالي، والتأثير على البحوث والمنح الأوروبية، ما دفع الباحثين للبحث عن بيئات علمية أكثر دعمًا خارج إسرائيل.
وأضاف التقرير أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ومنذ أواخر 2022 تتبع سياسات للسيطرة على التعليم العالي، أدت إلى تراجع الموارد المخصصة للبحث العلمي، ما عزز الهجرة الأكاديمية للشباب الباحثين والجامعات الكبرى.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الظاهرة تمثل تحديًا مستمرًا للاقتصاد والبحث العلمي في إسرائيل، حيث يفقد البلد خبرات وعقولًا استثمارية أساسية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.