الخريف العربي يجتاح المملكة.. فهل تتساقط الأوراق المتبقية في حكم بن سلمان

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
حزب مستقبل وطن يكرم الفائزين في مسابقة المليون جنيه لحفظة القرآن الكريم بالجيزة استمرار النمو القوي لشركة Renk في عام 2023 وكالة NSPA تقوم بشراء أنظمة أسلحة متعددة الأغراض من طراز Carl-Gustaf لأربع دول في حلف شمال الأطلسي محمد صلاح وأحمد حلمي على منصة مراهنات لجني الأرباح.. ما القصة؟ تقارير: أوكرانيا ليس لديها ما يكفي من الالغام لبناء خطوط دفاعية جديدة مسلح يفتح النار على سيارات في الضفة الغربية المحتلة الرئيس الإيراني يدعو الخيرين بالعالم الإسلامي للمشاركة في إعادة إعمار غزة قصف جوي إسرائيلي عنيف على مدينة الأسرى وسط قطاع غزة جامع الولي.. قلب أنقرة المعنوي يجذب الزوار من أنحاء العالم (فيديو) الأمم المتحدة: اسرائيل تتحمل مسؤولية إعاقة دخول المساعدات لقطاع غزة انفجار محطة وقود بولاية كنتاكي الأمريكية قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف القطاع الغربي جنوبي لبنان

شئون عربية

المملكة تشتعل..

الخريف العربي يجتاح المملكة.. فهل تتساقط الأوراق المتبقية في حكم بن سلمان

الخريف العربي يجتاح المملكة.. فهل تتساقط الأوراق المتبقية في حكم بن سلمان

بن سلمان اكتسب سمعة دولية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقني

هل انقلاب السعودية بمباركة أمريكية

ويستمر مسلسل "مؤامرات القصر السعودي"، في أحدث حلقاته، قيام به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باحتجاز ثلاثة من أفراد العائلة المالكة، بما في ذلك عمه، شقيق الملك، وولي العهد السابق الذي كان دائما ما يمثل العقبة الاكبر أمام ولايته.

ظهرت هذه الاعتقالات لتمثل الديل الأحدث والابرز، على استعداد ولي العهد لاتخاذ تدابير استثنائية لسحق أي منافس محتمل ومتصور، حتى وإن كان هذا المنافس من دمه.

وبهذا يمضي ولي العهد الأمير بن سلمان في خطته التي تنطوي على إحكام قبضته الحديدية على المملكة، منذ العام 2017، والتي بدأت بحبس مئات من الأقارب المالكين، ورجال الأعمال السعوديين الأثرياء، في أحد فنادق "ريتز كارلتون"، أطلق عليها والدة سلسلة من الاصلاحات.

محطات وأزمات

بعد أحداث الاعتقالات الشهيرةالاولى، يذيع صت محمد بن سلمان، ولى العهد، ويحصل على سمعة دولية كبيرة، بسبب ما أشيع عن ترؤسه لمقتل الصحفي جمال خاشفني داخل القنصلية السعودية في اسطنبول - وهي عملية صنفت عملية "اغتيال" من الدرجة الاولى، حيث تعتقد وكالة الاستخبارات الأمريكية، وفق تصريحات رسمية، أن الأمير أمر بها، ومطلع على كافة تفاصيلها.

هذا بالإضافة إلى موقفه المعروف من ازمة اليمن، فهو الذي رفض التراجع عن التدخل العسكري المستمر هناك، منذ خمس سنوات في اليمن، والذي خلف من وراءه دمارأ انسانيًا غير مسبوق هناك، وكذلك أغرق السعوديين في مأزق دموي.

وفي الوقت الذي تطل فيه هذه الاعتقالات، ذات الإخبار الغربي، متزامنة مع المخاوف من تأثير فيروس كورونا في خفض أسعار النفط، وهو المصدر الرئيسي لإيرادات المملكة، وكذلك تراجعت خطط ولي العهد الشهيرة لتنويع الاقتصاد السعودي، الأمر الذي لم يتعدى كونه وعودا براقة لم يحدث منها على الأرض شيء.

الإعلان جاء خارجيا

الحكومة السعودية لم تعلن رسميًا عن عمليات الاعتقال، والملفت للنظر في ذلك، هو ضلوع الولات المتحدة الامريكية في نشر خبر الاعتقالات عبر مؤسساتها الإعلامية، وهو الأمر الذي يصنع الكثير من علامات الاستفهام حول الأمر؟ وعلى ذلك فمازال غائبًا حتى وقت كتابة هذه السطور ما الذي دفعهم إلى ذلك، حتى أن مسؤولين بالسفارة السعودية في واشنطن رفضوا التعليق على الامر حين وجه إليهم السؤال؟

حملة الاعتقالات جاء الكشف عنها يوم الجمعة الماضية، من قبل أحد أفراد العائلة المالكة، وشخص مقرب منهم، وتحدث كلاهما لوسائل إعلام دولية مشترطين عدم الكشف عن هويتهما بسبب خطر التحدث علنا ​​مخافة البطش من ولي العهد، كان هذا ما قالته الـ " واشنطن بوست"، والمعروفة بموقفها من المملكة وتحديدًا من ولى العهد محمد بن سلمان.

وكان الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، أحد المعتقلين، وكان لفترة طويلة، يعد الأمل الكبير لأفراد الأسرة وغيرهم، من الذين انتقدوا بن سلمان، ويرغبون في منعه من الوصول إلى العرش.

ولي العهد السابق الذي ألقي القبض عليه، محمد بن نايف، هو وزير الداخلية السابق والمفضل الأمريكي منذ فترة طويلة، وقد طور علاقات وثيقة مع وكالات الاستخبارات الأمريكية خلال سنوات من العمل معًا، بينما كان وزيراً للداخلية، وتم طرده من كل من هذه الأدوار من قبل ولي العهد الحالي في عام 2017، وكان بالفعل قيد الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين.

كما تم اعتقال شقيقه الأصغر الأمير نواف بن نايف، الذي واجه ولي العهد، الذي يعد الحاكم الفعلي للمملكة نيابة عن والده المسن، الملك سلمان.

حالة من التذمر

و مؤخرًا سادت حالة من التذمر داخل المملكة والعالم الإسلامي الأوسع نطاقًا بسبب قراره الأحادي بوقف زيارات مكة، بسبب كورونا، وفي الوقت نفسه فإن الأماكن الترفيهية الحديثة التي جلبها ولي العهد إلى المملكة، مثل دور السينما، ظلت مفتوحة.

ووفق مراقبون، فقد يكون أحد الدوافع المحتملة للاعتقالات هو شيخوخة والد الأمير محمد، الملك سلمان، 84 عامًا، يمكن أن يسعى ولي العهد إلى حبس المنافسين المحتملين لخلافته قبل وفاة والده، ومع ذلك، لم يقدم أي من الأمراء الذين احتجزهم أي إشارة إلى أنهم يعتزمون تحدي ولي العهد.

وتبنى منتقدو ولي العهد الأمير محمد، الأمير أحمد كبطل بعد أن بدا أنه ينتقد سياسات المملكة الحالية خلال لقاء مع المتظاهرين في لندن عام 2018.

وكان المتظاهرون يهتفون ضد الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وحاول الأمير أحمد إبعاد بقية أفراد العائلة المالكة عن المسؤولية.

وبدأ السعوديون الساخطون في نشر تعهدات بالولاء للأمير أحمد على الإنترنت، لكنه سرعان ما أوضح أنه لا يعتزم قلب نظام الحكم، والخروج على ولي العهد، وأصدر بيانًا يقول إن تعليقاته قد أسيء تفسيرها.

عاد إلى المملكة في وقت لاحق من ذلك الخريف، واحتضن ولي العهد محمد في المطار، ويبدو أنه حافظ على علاقات حميمة مع ابن أخيه منذ ذلك الحين.

الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق، كان ينظر إليه من قبل على أنه المنافس الأكثر أهمية لولي العهد الحالي في طريقه إلى السلطة، بصفته وزيراً للداخلية، كان الأمير محمد بن نايف يسيطر على إحدى القوات المسلحة الثلاثة في البلاد، إلى جانب الجيش والحرس الوطني، مما يمنحه نفوذاً كبيراً في أي صراع على السلطة، وهو يعزز فكرة أن ما حدث هو سبب الشروع في انقلاب، وقلب نظام الحكم، وهو ما يبرره ما نشرته "رويترز" أن الملك سلمان بن عبد العزيز، وقع شخصيا على أمر اعتقال الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز، اللذين اتهمتهما السلطات السعودية بالخيانة.

لكن لم يُطرد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فحسب، بل أهين في عام 2017، وأجبر على التخلي عن أدواره واحتجازه لفترة طويلة وحرمانه من الأدوية اللازمة.

ثم قام مساعدو ولي العهد الأمير محمد بتجميد أصول الأمير محمد بن نايف، ومنعوه من السفر وبدأوا حملة على وسائل التواصل الاجتماعي متهمين أنه أصبح مدمنًا على مسكنات الألم وغيرها من المخدرات.

وبسبب تجريده من سلطته وحريته في الحركة، بدا أن الأمير محمد بن نايف قد وافق إلى حد كبير على قبضة خليفته على المملكة.

كيف حدث الأمر

وقال شخص مطلع على اعتقاله إنه ظهر صباح يوم الجمعة الماضي رجال مسلحون يرتدون زياً أسودا وأقنعة للوجه، وظهروا في مكان يقيم فيه الأمير محمد بن نايف خارج الرياض، وهو المكان الذي اعتاد أن يقابل فيه المسؤولين الأمريكيين الزائرين، وأخذوا الأمير وشقيقه الأصغر، وفتشوا مسكنه، وقطعوا جميع خطوط الاتصالات.

وقال العديد من المعتقلين وقتها أنهم تعرضوا للتعذيب والإيذاء البدني، ثم أجبروا على تسليم مليارات الدولارات من الثروة الخاصة مقابل إطلاق سراحهم.

ومنذ مقتل خاشفني، جادل العديد من مؤيدي ولي العهد الأمير محمد بأن الكارثة علمته أن يكبح دوافعه العدوانية.

وقال بعض من السعوديين المطلعون على الاعتقالات يوم الجمعة إنه من غير الواضح مكان احتجاز المعتقلين الجدد، وما إذا كانوا قد يواجهون تهماً جنائية، أو ما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم قريبًا.