دين
انطلاق مؤتمر الإفتاء الدولي العاشر بالقاهرة لمناقشة صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإفتاء في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، وبناء عقل إفتائي يجمع بين الانضباط الشرعي والوعي الرقمي.
ويطرح المؤتمر مفهوم "المفتي الرشيد" باعتباره النموذج الأمثل للتعامل مع قضايا العصر، حيث يجمع بين الحكمة والمعرفة وفهم الواقع، مع إصدار فتاوى منضبطة توازن بين الثابت والمتغير، وتستوعب مقاصد الشريعة وأبعاد الحاضر.
وتركز فعاليات المؤتمر على تقديم رؤية مستقبلية شاملة للمؤسسات الإفتائية، تمكّنها من استشراف التحديات وتقديم إجابات رشيدة دون الانجراف وراء التقنية المطلقة أو الجمود، من خلال التكامل بين الاجتهاد الشرعي والأدوات العصرية، مع الالتزام بثوابت الدين ومراعاة المستجدات.
ويتناول المحور الأول «تكوين المفتي الرشيد العصري» عبر إكساب المفتين مهارات القيادة وإدارة الأزمات والتعامل مع القضايا البيئية والعلاقات الدولية، بينما يخصص محور آخر لموضوع «الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي» لمناقشة الضوابط الشرعية لاستخدام هذه التقنيات، وتحليل أدوات البحث الرقمي، وتأثير الإعلام الرقمي على الفتوى، إضافة إلى محور خاص بالأطر الأخلاقية للتكنولوجيا الحديثة.
كما يشهد المؤتمر أربع ورش عمل متخصصة، الأولى لتطوير أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء، والثانية لتعزيز التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب، والثالثة حول استخدام أدوات البحث الرقمي والذكاء الاصطناعي المساعد في تحضير الفتوى، والرابعة جلسة عصف ذهني لاستشراف مستقبل الإفتاء مع التطورات التقنية المتوقعة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 90 دولة، بينها 70 دولة ممثلة بعلماء ومفتين وخبراء تكنولوجيا وإعلام رقمي، مما يعكس المكانة العالمية لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة. ويؤكد هذا الحدث دور مصر الريادي في قيادة العمل الإفتائي عالميًا، عبر الجمع بين البحث الجاد والانفتاح على القضايا المعاصرة، وتقديم حلول عملية تجعل من "المفتي الرشيد" نموذجًا عالميًا يوازن بين الشريعة والعصر، وبين الحكمة والتقنية.