الدكتورة نادية مصطفى تكتب: ليبيا على وشك انفجار يغرقها في مستنقع العنف والفوضي ..!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
القومي للطفولة: نسعى لبناء شراكات متعددة مع الحكومة لاستقرار الأسرة المصرية تجارب بحثية لـ زراعة البن فى مصر توقيع بروتوكول تعاون بين هيئة الدواء وصيدلة القاهرة تأجيل محاكمة قاتل صديقه وتقطيعه بالصاروخ في عابدين إصابة 5 أطفال باختناق داخل حمام سباحة بنادي الترسانة تحليل مخدرات للمتهم بهتك عرض الطفلة السودانية جانيت وخطف روحها صحة الإسكندرية تنظم قافلة طبية فى قريه بنجر 7 سلوكيات يفعلها الرجل تهدم العلاقة الزوجية الفنانة العراقية رحمة رياض تنعي شقيقتها بكلمات مؤثرة ريهام عبدالغفور تكسر حداد والدها بـ«إجازة وضع» إسرائيل تنشر لواءين وتعيد تمركز قواتها فى غزة تمهيداً لاجتياح رفح استقالة جديدة لقائد كبير في جيش الاحتلال

مقالات

الدكتورة نادية مصطفى تكتب: ليبيا على وشك انفجار يغرقها في مستنقع العنف والفوضي ..!!

الدكتورة - نادية مصطفى
الدكتورة - نادية مصطفى

ليبيا بما يحدث فيها الآن من تشرذم وانقسام وتراجع عما سبق التوافق عليه والانتهاء منه وظل العالم في انتظار تحقق نتائجه ، على وشك انفجار كبير قد يغرقها في مستنقع العنف والفوضي والاقتتال الداخلي وسيطرة المليشيات المسلحة متعددة الولاءات والانتماءات ، وبقاء المرتزقة الأجانب بأعدادهم الغفيرة وبعتادهم وتجهيزاتهم ومراكز قيادتهم في أراضيها الي ما شاء الله، وهو ما يمكن ان ينتهي بليبيا الي حيث انتهي بغيرها، والدفع بها علي طريق بدايته تمرد وانفلات وعصيان ، ونهايته تدمير مستقبل شعوب وضياع أوطان وخسائر لا اول لها ولا آخر.. ..

التدخلات الخارجية من إقليمية ودولية في الشأن الليبي بكل صورها وأشكالها المباشرة وغير المباشرة تبدو لنا الآن في ذروتها ، والتآمر من قبل كل القوي الطامعة في ليبيا وثرواتها وفي التسهيلات المهمة التي يتيحها لها موقعها الاستراتيجي علي أشده ، والوكلاء والعملاء المحليون تحت مختلف اللافتات والمسميات جاهزون لأداء الدور المطلوب منهم حتي وان أدي ذلك الي احتراق بلدهم والتحول بها علي أيديهم الي دولة فاشلة وفاقدة لهويتها ومعالمها، دولة بلا حاضر أو مستقبل لها. ..

فهؤلاء العملاء ، أيا كانت مواقعهم او ألقابهم من مدنيين وعسكريين ، لا تعنيهم الديمقراطية التي يتشدقون بها ، ولا وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، ولا استقرارها السياسي، ولا امنها القومي، ولا مستقبلها في واقع اقليمي متوتر ومضطرب وفي عالم ملئ بالمخاطر والتحديات ، لكن اكثر ما يشغلهم وتفضحهم فيه تصرفاتهم الفجة الآن ، هو ان يتمكن كل منهم من الاستحواذ علي السلطة ومن فرض إرادته علي الآخرين بمنطق الأمر الواقع. وليكن بعدها ما يكون..

وهذا هو أساس البلاء كله في بلد يعج بالاختلافات والانقسامات والحساسيات من قبلية ومناطقية وغيرها التي يفرضها اتساع رقعة ليبيا الجغرافية، والتي تتطلب الاعتراف بها وتمثيلها في كل أجهزة ومؤسسات الدولة الليبية بصورة واقعية وعادلة ومنصفة لها وليس إنكارها او تجاهلها او التعامل معها دون إعطائها الوزن النسبي الذي تستحقه ، الخ..فهذه هي تركيبة الدولة الليبية التي يدور فيها ما يدور الآن ، بكل حساسياتها وتعقيداتها وإشكالياتها ، وهو واقع قائم ومتجذر ومستقر وسوف يستمر هكذا.. الخ.

نعود ونقول: انه إذا مضت ليبيا علي هذا الطريق الذي ينذر به ما يجري فيها حاليا من صراعات وصدامات ومؤامرات ، فإنها لن تكون بعيدة عن التفكيك والتقسيم والحرب الاهلية التي لن يكون من الصعب التكهن بعواقبها ومضاعفاتها ليس بالنسبة لليبيا وحدها فحسب ، وإنما بالنسبة لكل دول الجوار كذلك.. فليبيا دولة محورية ومهمة وما يحدث فيها سوف تكون له أصداؤه المسموعة وانعكاساته الواضحة في كل مكان...

وعلي الرغم من أننا نعيش كوارث الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والدينية والصراعات المحتدمة ضد قوي الإرهاب والتطرف وغيرها من الصراعات الساخنة التي دمرت العديد من دول هذه المنطقة وأفقدتها معالمها واستنزفت طاقاتها ومواردها وأرجعتها سنوات طويلة للوراء ، فانه لا احد في ليبيا يريد أن يتعلم الدرس من تجارب الآخرين الذين أدار العالم لهم ظهره، وتركهم يغرقون في مشاكلهم مع أنفسهم يدفعون الثمن وحدهم من خراب ديارهم ، وحول شعوبهم الي مشردين ولاجئين ونازحين لا احد يريدهم ويقفون علي حدود الدول في مشاهد مأساوية مزرية يندي لها الجبين ..

وهكذا نحن وحدنا دون سائر شعوب العالم حيث تتكرر الأخطاء والجرائم بحق الشعوب العربية الواحد تلو الآخر لتفضي في كل مرة الي نفس النتائج والنهايات وربما الي ما هو أفظع واسوا منها ، وهذا هو ما ينبئ به ما يجري في ليبيا الآن من أحداث وتطورات صادمة ومؤسفة سوف يكون لها تداعياتها وعواقبها الوخيمة والمدوية في طول هذه المنطقة وعرضها..

وكان الله في عون ليبيا وشعبها علي نخبها السياسية والعسكرية الفاسدة التي فرضت نفسها عليهم، واستحوذت علي المشهد السياسي ولا تريد ان تتركه لغيرها، النخب الانتهازية التي أوصلت الليبيين إلى هذا المصير البائس في بلد يحسده العالم علي موقعه الاستراتيجي المتميز ، بلد يعج بالثروات الطبيعية والاقتصادية الهائلة ، وكان من الممكن أن يكون واحدا من اغني بلاد العالم وأوفرها حظا وأكثرها رفاهية علي الإطلاق..

لكن مصيبته الكبري هي في من اختطفوه وقسموه الي مناطق نفوذ فيما بينهم ويديرونه لحسابهم ولحساب من يمسكون بكافة خيوط ومفاتيح الموقف الراهن من خارج ليبيا وهم من لا يجدون مصلحتهم في ان تهدا ليبيا او يستقر لها حال...وسوف يشهد المستقبل قريبا لكل هؤلاء أن لهم او عليهم...ولسوف نري....!!