رفاعي السنوسي يكتب: النظام الانتخابي بين الواقع والمأمول

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
أزهر مطروح يستقبل وفد التربية والتعليم لتفعيل مبادرة «معًا ضد التحرش» وتعزيز الوعي الطلابي محافظ القليوبية يناقش مستجدات المخطط التفصيلي لمنطقة العكرشة لدعم التنمية الصناعية مقتل «أبو عبيدة» صوت القسام.. رحلة أيقونة إعلامية أرّقت إسرائيل لعقدين حفلات رأس السنة 2026 تشعل المسارح العربية.. نجوم الطرب والرومانسية من القاهرة إلى بيروت خالد الغندور: التعادل مع أنجولا نتيجة جيدة وتأهل منتخب مصر لدور الـ16 بأمم إفريقيا 2025 مصحات الإدمان غير المرخّصة.. خطر صامت يهدد المرضى واستغلال لمعاناة الأسر حملات مكثفة لـ«البترول» تكشف تلاعبًا في الوقود وغرامات تتجاوز 17 مليون جنيه (تقرير) النيابة تحيل البلوجر نورهان حفظي للمحكمة الاقتصادية بتهمة نشر محتوى خادش للحياء فرقة المسرح الكوميدي تقدم «العيال فهمت» احتفالًا برأس السنة وعيد الميلاد موزمبيق وبنين يحققان أول انتصارات تاريخية لهما في كأس الأمم الأفريقية 2025 الإدارية العليا تحيل 35 طعنًا على جولة الإعادة بانتخابات مجلس النواب لمحكمة النقض أفضل أفلام عائلية لمشاهدة ممتعة في ليلة رأس السنة تجمع المرح والقيم الإنسانية

مقالات

رفاعي السنوسي يكتب: النظام الانتخابي بين الواقع والمأمول

رفاعي السنوسي
رفاعي السنوسي

تُعدّ الانتخابات أحد أهم ركائز أي نظام ديمقراطي حقيقي، فهي الأداة التي يعبّر بها المواطن عن إرادته ويشارك من خلالها في صناعة القرار العام. غير أن الواقع الانتخابي في مصر، وبخاصة في صعيد مصر، شهد في الدورات الانتخابية السابقة اختلالات واضحة أثّرت سلبًا على نزاهة العملية الديمقراطية ومصداقيتها، وفي مقدمة هذه الاختلالات عاملان لا ثالث لهما: المال السياسي والقبَلية.

لقد تحوّل المال السياسي في كثير من الأحيان إلى وسيلة لحسم النتائج قبل فتح صناديق الاقتراع، مستغلًا حاجة بعض الفئات الفقيرة للمال أو الخدمات، فانتشرت ظاهرة شراء الأصوات والذمم، وأصبح الصوت الانتخابي سلعة تُباع وتُشترى بدلًا من كونه أمانة وطنية ومسؤولية أخلاقية. وفي المقابل، لعبت القبلية دورًا مؤثرًا، حيث صوّت البعض بدافع الانتماء العائلي أو القبلي، لا على أساس الكفاءة أو البرنامج الانتخابي، مما أفرز ممثلين لا يعكسون بالضرورة طموحات المواطنين أو احتياجاتهم الحقيقية.

هذه الممارسات لا تضر فقط بمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين، بل تُفرغ العملية الديمقراطية من مضمونها، وتُضعف ثقة المواطن في جدوى المشاركة السياسية.

كما أنها تعيق بناء دولة المؤسسات والقانون، وتُرسّخ ثقافة المصالح الضيقة على حساب المصلحة العامة.

ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة إلى تدخل حاسم من الدولة، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاتخاذ حزمة شاملة من الإجراءات القانونية والتشريعية والتنفيذية لتصحيح مسار الديمقراطية في مصر. ويشمل ذلك تشديد العقوبات على جرائم شراء الأصوات واستخدام المال السياسي، وتفعيل آليات الرقابة والمتابعة خلال العملية الانتخابية، وضمان نزاهة الدعاية الانتخابية وعدالتها.

كما لا يقل أهمية عن ذلك دور التوعية المجتمعية، عبر الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني، لترسيخ ثقافة سياسية قائمة على الاختيار الواعي، واحترام القانون، والإيمان بأن الصوت الانتخابي هو حق وواجب، لا وسيلة للكسب المؤقت.

إن المأمول من النظام الانتخابي في مصر هو أن يعكس الإرادة الحقيقية للشعب، وأن يُفرز ممثلين قادرين على التشريع والرقابة وخدمة المواطنين بصدق وكفاءة. ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف جهود الدولة والمجتمع معًا، لمواجهة المال السياسي والعصبية القبلية، وبناء ديمقراطية حقيقية تليق بمصر وتاريخها وتضحيات أبنائها