في مدن لا تعرف المستحيل مثل دبي والرياض، تجاوز مفهوم "الغنى" حدود امتلاك القصور والسيارات الفارهة.

نحن الآن أمام عصر "اقتصاد الرفاهية المتطرفة"، حيث يُشترى الوقت، الخصوصية، وحتى "البريق" بأسعار تتجاوز الخيال.

في هذا التقرير، تأخذكم " جريدة الدفاع العربي" في جولة داخل عالم الخدمات "فوق الفاخرة" التي أصبحت حديث الساعة في الخليج.

"ديتيلنج" الذهب.. هل تغسل سيارتك ببريق عيار 24؟

لم يعد غسيل السيارات التقليدي كافياً لسيارات الـ "هايبر كار" في شوارع دبي. ظهرت مؤخراً خدمات غسيل وتلميع (Detailing) تتضمن استخدام جزيئات الذهب السائل أو وضع طبقات حماية من "نانو السيراميك" الممزوج بغبار الماس.

التكلفة: قد تصل تكلفة جلسة العناية الواحدة إلى أكثر من 10,000 دولار.

الهدف: ليس النظافة فقط، بل الحفاظ على طلاء السيارة كأنه قطعة فنية نادرة تحت شمس الصحراء.

"مربيات القصور".. شهادات من "أكسفورد" ورواتب تضاهي المديرين التنفيذيين

في الرياض ودبي، لا تكتفي العائلات الثرية بمربية عادية. الطلب يتزايد على "المربيات البريطانيات" المحترفات، خاصة خريجات كلية "نورلاند" العريقة.

الراتب: يتراوح بين 15,000 إلى 25,000 دولار شهرياً، بالإضافة إلى السكن في جناح خاص وتذاكر طيران بالدرجة الأولى.

المهام: تدريس الإتيكيت، التحدث بلغات متعددة، والقدرة على التعامل مع المواقف الأمنية الصعبة (بعضهن يتلقين تدريبات في القيادة الدفاعية).

صقور "البيزنس كلاس" وكلاب تحتفل بـ "سبا" ملكي

الرفاهية في الخليج لا تتوقف عند البشر.

ففي الرياض، أصبحت خدمات "سبا الحيوانات الأليفة" المتنقلة ظاهرة شائعة، حيث تأتي سيارة مجهزة بأحدث التقنيات لعمل "قصات شعر" ومساج للكلاب والقطط أمام المنزل.

أما في دبي، فمن الطبيعي جداً أن تجد صقراً نادراً يسافر بجواز سفر خاص على متن طائرة خاصة، مع توفير "قائمة طعام" مخصصة له خلال الرحلة.

"مدير أسلوب الحياة".. الرجل الذي يشتري لك "المستحيل"

يُطلق عليهم "Conciege" أو مدراء نمط الحياة.

هؤلاء المحترفون وظيفتهم تلبية طلبات تبدو تعجيزية، مثل:

• إغلاق متجر عالمي بالكامل لمدة ساعة للتسوق الخاص.
• توفير تذاكر لحفل غنائي "بيعت بالكامل" في غضون دقائق.
• شحن نوع معين من "الآيس كريم" من إيطاليا إلى الرياض عبر طائرة خاصة لتقديمه في حفل عشاء.

لماذا دبي والرياض؟

يرى خبراء الاقتصاد أن تركز هذه الخدمات في دبي والرياض يعود لكونهما قطبي الجذب العالمي للاستثمارات والمشاهير.

ففي الرياض، ومع رؤية 2030، أصبح هناك طبقة جديدة تبحث عن "التميز النوعي"، بينما تظل دبي المختبر العالمي لكل ما هو باذخ ومبتكر.

"الرفاهية هنا ليست مجرد استعراض، بل هي محرك اقتصادي يخلق آلاف الوظائف المتخصصة جداً في قطاع الخدمات."

عالم الأثرياء مليء بالأسرار، وما كان يُعتبر "جنوناً" بالأمس، أصبح اليوم قطاعاً اقتصادياً قائماً بذاته.

والآن سؤال لك عزيزي القارئ.. لو امتلكت ميزانية مفتوحة ليوم واحد، ما هي "أغرب" خدمة قد تطلبها؟