دين
هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي
يكثر التساؤل بين المسلمين حول حكم الصلاة على النبي ﷺ أثناء أداء الصلاة المفروضة أو النافلة، وهل يشرع التلفظ بها إذا ورد اسم النبي داخل الصلاة أم أن ذلك يبطلها ويستوجب الإعادة؟ ويأتي هذا التساؤل من حرص المسلم على المحافظة على فريضة الصلاة التي تعد عماد الدين، وفي نفس الوقت نيل فضل الصلاة على خير الأنام ﷺ، لما لها من ثواب عظيم وقربة إلى الله عز وجل.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة على النبي ﷺ أثناء الصلاة مستحبة شرعًا، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة، إذا ذكر المصلي اسم النبي أو مرَّ بآية فيها ذكره عليه الصلاة والسلام.
وأكدت الدار في ردها على سؤال: «هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟» أن جمهور الفقهاء أجمعوا على استحباب الصلاة على النبي لمن سمع أو قرأ اسمه أثناء الصلاة، ولا تبطل الصلاة بذلك، بل يؤجر فاعلها؛ لما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «البخيل من ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ» (رواه أحمد).
كما استشهدت بقول الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ـ الأحزاب: 56.
مبطلات الصلاة.. وتوضيح حكم الذكر
من جانبه، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن من مبطلات الصلاة الكلام الخارج عن جنسها، إلا أن الذكر والثناء على الله ورسوله من جنس الصلاة، ومن ثم فإن الصلاة على النبي داخل الصلاة جائزة ولا تبطلها.
وأضاف أن الصلاة على النبي تعد من الذكر المشروع، وبالتالي لا تُعد من اللغو أو الكلام الدنيوي المبطل للصلاة.
الأفضل للخشوع
وفي توضيح آخر، قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الأصل في الصلاة أن ينشغل المسلم بأذكارها المحددة كالفاتحة وقراءة القرآن والتسبيحات، حفاظًا على الخشوع وعدم التشتيت، مشيرًا إلى أنه لا مانع من الصلاة على النبي داخل الصلاة لكن يُفضَّل أن يكون ذلك في مواضعه المخصوصة كالتشهد.
وبيّن أن الصلاة على النبي من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله تعالى، ويمكن الإكثار منها بعد الانتهاء من الصلاة، ليجمع المسلم بين فضل العبادتين دون أن يشغله شيء عن حضور القلب والخشوع.