دين
مفتى الجمهورية السابق: النبي محمد ﷺ نور مبين أخرج الناس من الظلمات وأقام حضارة فاضلة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا محمد ﷺ كان النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله، وأقام ما يُعرف بالمدينة الفاضلة، مؤكدًا أن النبي ﷺ أسس دعوته على توحيد الله وإقامة الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، وبنى نظامًا اجتماعيًا ودولةً إسلامية امتدت تأثيراتها عبر التاريخ حتى يومنا هذا.
وأشار جمعة إلى أن القرآن أكد نورانية النبي المصطفى ﷺ، مستشهدًا بآيات منها: ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ﴾، و﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾، مؤكدًا أن النبي ﷺ نور ومنير، وأن ذلك لا يتعارض مع طبيعته البشرية كما نص القرآن: ﴿قل إنما أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾.
وأوضح جمعة أن إثبات نورانية النبي ﷺ وحقيقته الإنسانية معًا هو الصواب في العقيدة، محذرًا من نفي البشرية عنه، مشيرًا إلى أن بعض الأحاديث التي تتحدث عن خلق نور النبي قبل خلق آدم، مثل حديث «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر»، قد حكم المحدثون بوضعها وعدم اعتمادها، لكنها لا تُنفي المعنى الرمزي الصحيح لما تدل عليه من نورانية أولية للنبي ﷺ.
وأضاف أن الأولية في الأنوار ثابتة للقلم والعرش بحسب ما ذكر العلماء، وأن النبي ﷺ كان نورًا بين يدي ربه قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام وفق بعض المصادر المعتبرة في التراث الإسلامي.