عقد رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، صباح امس، مؤتمراً مرئياً تقليدياً بمناسبة عيد الميلاد مع الوحدات الإسبانية المنتشرة في مهام إنسانية وحفظ سلام في الخارج، برفقة وزير الدفاع ورئيس أركان الدفاع. في خطابه، أعرب رئيس الوزراء عن "امتنان الحكومة والمجتمع الإسباني العميق" للعمل الذي قام به هؤلاء الجنود قائلا: "أنتم خير مثال لإسبانيا، والنموذج الحيّ لقيم التفاني والتضامن التي تُعرّف بلدنا كعضو فاعل وملتزم في المجتمع الدولي".

وأكد رئيس الوزراء أن الجيش الإسباني "قد كرّس نفسه هذا العام مجدداً لحماية إسبانيا، وساهم بجهوده في تحقيق السلام والأمن الدوليين، وهو أمر بالغ الأهمية اليوم".

وداخل الحدود الوطنية، أشاد بيدرو سانشيز بمثالهم في "الإيثار" و"الفعالية" في مواقف "صعبة للغاية"، مثل "حرائق الغابات المدمرة التي اندلعت الصيف الماضي": "مجرد وجودكم بثّ الثقة والأمان والأمل في نفوس الشعب. لذلك، يحق لكم أن تفخروا بذلك فخراً عظيماً".

وفي الخارج، تابع سانشيز قائلاً: "أنتم خير مثال على التزام إسبانيا وجهودها في صون السلام". فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أكد أن هذا الصراع "لا يزال يستحوذ على اهتمام دولي واسع بعد مرور ما يقارب أربع سنوات على غزو غير شرعي وغير مبرر، ومعاناة شعبها المستمرة. وللأسف، لا تزال التهديدات التي تواجه أوروبا قائمة. لذا، فإن وجودكم في سلوفاكيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا ضروري لإظهار الحزم والعزم في مواجهة استفزازات روسيا بوتين".

أما في الشرق الأوسط، "فلا يزال الوضع غير مستقر وحرج، على الرغم من وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية بشأن المرحلة التالية من خطة السلام. وأنا على دراية بالعمل الاستثنائي والمعنويات العالية لقواتنا في لبنان، والتي زارها مؤخرًا وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة. ولا يزال وضعكم هناك معقدًا بسبب استمرار انتهاكات الاتفاق. وهذا ما يجعل مهمتكم أكثر أهمية، ويجعل من الضروري أن نضعكم في اعتبارنا ضمن إطار الأمم المتحدة".

أكثر من 20 ألف عسكري بحلول عام 2025

بعد تسليط الضوء على العمل الذي أنجزته مختلف البعثات في أنحاء أخرى من العالم، كأفريقيا وأمريكا اللاتينية، أكد الرئيس أن "أكثر من 20 ألف عسكري سيشاركون في مهام خارج حدودنا بحلول عام 2025، وهو رقم يُجسد التزام بلادنا بالسلام والأمن الدوليين، وبالنظام المتعدد الأطراف القائم على القواعد. التزامٌ ضحى من أجله 175 رجلاً وامرأة بأرواحهم خلال 36 عامًا من المهام الخارجية. إننا نذكرهم دائمًا، ولا سيما في هذا الوقت من العام، ونُحيي ذكراهم بكل تقدير واحترام."

أقرّ سانشيز بأنه خلال هذه الفترة المميزة من العام، "سيقضي الكثير منكم ليلة عيد الميلاد بعيدًا عن ديارهم. لذا، لا توجد كلمات تُخفف من وطأة الشوق إلى الوطن، ولا تُقلل المسافة التي تفصلكم عن عائلاتكم وأحبائكم خلال هذه الأيام. لكن تأكدوا أن هذا الجهد جدير بالاهتمام، وأنكم تحظون بامتنان بلدٍ بأكمله ترفعون علمه بكل فخر واعتزاز في جميع أنحاء العالم". وتمنى لهم جميعًا "أعيادًا سعيدة، وكل التوفيق في أداء مهمتكم. ونسأل الله أن يحمل هذا العام، 2026، السلام أخيرًا إلى العديد من بقاع العالم التي هي بأمسّ الحاجة إليه. ذلك السلام الذي تُساهمون فيه كل يوم، أينما كنتم".

واختتم المؤتمر عبر الفيديو بكلمة من وزيرة الدفاع، مارغريتا روبلز، التي هنأت بدورها أفراد الجيش الإسباني في الخارج بعيد ميلاد مجيد: "أنتم جميعًا مصدر فخر لنا. إن العمل الذي تقومون به من أجل السلام والأمن، وفي المهام الإنسانية، يُعدّ مثالًا يُحتذى به لنا جميعًا".