منوعات
من القديس التركي إلى أسطورة القطب الشمالي: ما لا تعرفه عن ”بابا نويل”
مع اقتراب نهاية كل عام، تطل علينا الشخصية الأكثر شهرة في العالم؛ الرجل ذو اللحية البيضاء والزي الأحمر الضحوك.
لكن، خلف هذه الصورة النمطية لـ "بابا نويل" أو "سانتا كلوز"، تكمن حقائق تاريخية وتحولات ثقافية قد تدهشك.
في هذا التقرير، تستعرض جريدة الدفاع العربي الجوانب الخفية لهذه الشخصية التي لم تبدأ رحلتها من الثلوج، بل من شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
أصل الحكاية: القديس نيقولاوس "أسقف مير"
خلافاً لما يعتقده الكثيرون، فإن بابا نويل ليس شخصية خيالية بالكامل.
تعود جذوره إلى القديس نيقولاوس (Saint Nicholas)، وهو أسقف يوناني عاش في القرن الرابع الميلادي في مدينة "باتارا" بتركيا الحالية.
كان يُعرف بلقب "صانع العجائب" و"شفيع الأطفال". وتقول المصادر التاريخية الموثوقة، مثل كتابات المؤرخين الكنسيين، إنه كان يوزع ثروته على الفقراء سراً.
أشهر قصصه هي إنقاذه لثلاث فتيات من الفقر عبر إلقاء أكياس الذهب في منزلهن ليلاً، وهي القصة التي تطورت لتصبح فكرة "وضع الهدايا في الجوارب".
رحلة الاسم: من "سينتركلاس" إلى "سانتا كلوز"
كيف تحول القديس التركي إلى "سانتا كلوز" الأمريكي؟ السر يكمن في الهجرة. عندما انتقل المهاجرون الهولنديون إلى نيويورك (التي كانت تسمى أمستردام الجديدة) في القرن السابع عشر، جلبوا معهم تقاليدهم الخاصة بالقديس نيقولاوس، وكانوا يطلقون عليه بالهولندية اسم Sinterklaas.
بمرور الوقت، وبسبب التداخل اللغوي في أمريكا، تحول الاسم تدريجياً إلى Santa Claus.
رفاق سانتا المرعبون: الجانب المظلم للأسطورة
في الثقافات الأوروبية، وتحديداً في النمسا وألمانيا، لا يأتي بابا نويل وحده دائماً. فبينما يكافئ هو الأطفال المطيعين، يتولى رفيقه المرعب "كرامبوس" (Krampus) التعامل مع الأطفال المشاغبين.
"كرامبوس" هو كائن أسطوري نصف ماعز ونصف شيطان، يحمل أغصاناً وسلاسل، وتمثل هذه الشخصية التوازن بين الثواب والعقاب في الفولكلور الشعبي القديم.
أين يعيش بابا نويل حقاً؟
بينما تصر الرواية الأمريكية على أنه يسكن في القطب الشمالي، تملك فنلندا رأياً آخر.
حيث تعتبر منطقة "رومانييمي" في لابلاند الفنلندية هي الموطن الرسمي له، وتوجد هناك "قرية بابا نويل" التي يزورها السياح من كل مكان، ولديها مكتب بريد يستقبل ملايين الرسائل الحقيقية الموجهة من الأطفال حول العالم.
حقائق سريعة (Fast Facts):
- أول غزال لسانتا: لم تظهر الغزلان الطائرة إلا في قصيدة عام 1823 الشهيرة "زيارة من القديس نيقولاوس".
- الغزال "رودولف": لم يكن جزءاً من الفريق الأصلي، بل تمت إضافته في قصة ترويجية عام 1939 لمتجر "مونتغمري وارد".
تاريخ الوفاة: يُحتفل بعيد القديس نيقولاوس في 6 ديسمبر، وهو اليوم الذي يُعتقد أنه توفي فيه عام 343 م.