قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن الهيئة كثّفت اتصالاتها مع التوكيلات والشركات الملاحية الكبرى منذ توقيع خطة السلام في شرم الشيخ، بهدف تشجيع عودة سفن هذه الجهات للعبور مرة أخرى من قناة السويس، بعد فترة من التراجع بسبب التوترات الإقليمية.

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «على مسئوليتي» الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى عبر شاشة «صدى البلد»، مساء الثلاثاء، أن الهيئة وقّعت اتفاقًا مع مجموعة «ميرسك» لعودة العبور من قناة السويس بشكل تدريجي بدءًا من شهر ديسمبر الجاري، موضحًا أن القناة شهدت اليوم عبور أول سفينة تابعة للمجموعة قادمة من سلطنة عمان ومتجهة إلى الولايات المتحدة.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن مجموعة CMA CGM أعلنت أيضًا عودة الخط الملاحي بشكل كامل، بعد أن كانت قد بدأت بعبور تدريجي في وقت سابق، لافتًا إلى أن أكبر سفينة حاويات في العالم التابعة للمجموعة عبرت قناة السويس اليوم، في خطوة تعكس عودة الثقة في المجرى الملاحي.

وأوضح الفريق أسامة ربيع أن عبور هاتين السفينتين لم يحدث منذ نحو عامين، نتيجة التوترات التي شهدتها منطقة البحر الأحمر، مؤكدًا أن استئناف العبور يعكس عودة الاستقرار وانتفاء أي مشكلات ملاحية في المنطقة.

وأكد أن عودة السفن العملاقة تُعد تتويجًا للجهود التسويقية المكثفة التي بذلتها هيئة قناة السويس خلال الفترة الماضية، إلى جانب الآثار الإيجابية لاتفاقية السلام في شرم الشيخ، والتي جاءت بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم الاستقرار الإقليمي.

ونوه رئيس الهيئة إلى وجود توجيهات رئاسية واضحة بعدم التوقف عن أعمال التطوير داخل قناة السويس، موضحًا أنه سبق وطلب من الرئيس إيقاف التطوير مؤقتًا في منطقتي الشمال والجنوب، إلا أن الرئيس السيسي رفض ذلك، وأصر على استمرار أعمال التطوير وتقديم جميع الخدمات الملاحية، حتى في حال عبور سفينة واحدة فقط.

وأشار إلى أن استمرار التطوير جاء استعدادًا لعودة المجرى الملاحي إلى معدلات النشاط الطبيعي، مؤكدًا أن الهيئة حققت حتى 21 ديسمبر الجاري زيادة بنسبة 30% في حجم الإيرادات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في الأوضاع.

وشدد الفريق أسامة ربيع على أن قناة السويس جاهزة تمامًا لاستقبال جميع الخطوط الملاحية العالمية، موضحًا أن عودة الخطوط الكبرى تمثل رسالة طمأنة وتشجيع لباقي الشركات الملاحية لاتخاذ خطوة مماثلة والعودة للعبور من القناة.