فن وثقافة
جدل واسع في مهرجان قرطاج بعد استياء لجنة التحكيم الدولية وتغيبها عن حفل الختام
أثار المخرج التونسي لطفي عاشور جدلًا كبيرًا داخل الأوساط السينمائية بعد أن أعرب عن استيائه من تجاهل لجنة تحكيم المسابقة الدولية خلال حفل ختام الدورة 36 من مهرجان قرطاج السينمائي.
وأوضح عاشور، في تصريحات لإحدى الإذاعات التونسية، أن اللجنة فوجئت بقرار وصفه بـ"الغريب وغير المبرر"، يقضي بعدم حضورها تسليم جوائز المسابقة الدولية، وهو ما يخالف الممارسات المتبعة في المهرجانات الكبرى. وأشار إلى أن اللجنة حاولت التفاوض مع إدارة المهرجان لإيجاد حل وسط، إلا أن الإصرار على تجاهل دورها دفع الأعضاء إلى قرار جماعي بعدم حضور حفل الختام.
من جانبها، أكدت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، رئيسة لجنة التحكيم الدولية، أن أعضاء اللجنة شاهدوا الأفلام المشاركة على مدار خمسة أيام بجدية ومسؤولية، وخاضوا نقاشات معمقة استمرت نحو ست ساعات متواصلة، مؤكدين أنهم قدموا وقتهم وجهدهم بشكل تطوعي لضمان حكم نزيه وعادل.
وأضافت نجار أن اللجنة اقترحت حلًا وسطًا يتمثل في قراءة دوافع الجوائز من قبلها، على أن يتولى الضيوف تقديم الجوائز، وقد تمت دعوتهم إلى بروفة في دار الأوبرا لإمكانية تنفيذ هذا المقترح. لكن اللجنة فوجئت لاحقًا بتراجع إدارة المهرجان عن الاتفاق والتمسك بالقرار الأول، مع استبعاد قراءة دوافع التحكيم، ما دفعها إلى اتخاذ قرارها بالانسحاب.
وشددت نجار على أن القرار جاء من منطلق مبدئي وأخلاقي، معتبرة أن لجان التحكيم تمثل جوهر نزاهة أي مهرجان سينمائي، وأن تهميش دورها يمس ثقة السينمائيين والقيم التي جسدها مهرجان قرطاج كمنصة للحرية والاستقلالية الفنية.
واختتمت رئيسة لجنة التحكيم تصريحها بالتأكيد على أن احترام لجان التحكيم شرط أساسي للحفاظ على مصداقية المهرجانات السينمائية ومكانتها الثقافية، لا سيما للمهرجانات العريقة مثل مهرجان قرطاج السينمائي، معتبرة أن هذا الموقف يأتي حماية للنزاهة الفنية والثقة بالجوائز الممنوحة.