دين
أيام صيام شهر رجب.. متى كان النبي ﷺ يصوم؟ وفضل الصيام في الشهر الحرام
يبحث كثير من المسلمين عن أيام صيام شهر رجب، خاصة مع ما ورد عن عدد من الفقهاء من استحباب الصيام فيه، استنادًا إلى فضل الصيام عمومًا، وفضل الأشهر الحرم على وجه الخصوص، ويُعد شهر رجب أحد هذه الأشهر المباركة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرغب أمته في الصيام دون تخصيص أيام بعينها بعبادة مبتدعة.
الأيام التي كان الرسول يصومها في رجب
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأيام البيض من كل شهر، ومنها شهر رجب، وهي أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من الشهر الهجري، وسُميت بذلك لبياض القمر فيها.
وأوضحت دار الإفتاء أن صيام الأيام البيض سنة نبوية ثابتة، وقد رغّب النبي ﷺ فيها، لما لها من فضل عظيم، مستشهدة بما رواه ابن ملحان القيسي عن أبيه قال:
«كان رسولُ الله ﷺ يأمرنا أن نصوم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، وقال: هن كهيئة الدهر».
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يومي الإثنين والخميس، وهما من السنن المؤكدة، إذ تُعرض فيهما أعمال العباد على الله عز وجل، وكان ﷺ يحب أن يُعرض عمله وهو صائم.
فضل الصيام في شهر رجب
خصّ الله سبحانه وتعالى عبادة الصيام بفضائل عظيمة، ومن فضائل الصيام في شهر رجب أنه داخل في عموم فضل الصيام في الأشهر الحرم، ومن ذلك:
الصوم عبادة خالصة لله، وهو الذي يجزي بها، كما ورد في الحديث القدسي: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه.
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
أعدّ الله للصائمين بابًا في الجنة يُسمى «الريان» لا يدخل منه غيرهم.
من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا.
الصيام جُنة ووقاية من النار.
الصوم يكفّر الخطايا ويشفع لصاحبه يوم القيامة.
سبب تسمية شهر رجب بهذا الاسم
وذكر ابن منظور في كتابه لسان العرب أن شهر رجب سُمي بهذا الاسم لأنه كان يُرَجَّب، أي يُعظَّم، كما قال الأصمعي والمفضل والفراء. وأضاف أن سبب نسبته إلى قبيلة «مضر» يرجع إلى شدة تعظيمهم له دون غيرهم من القبائل، في مقابل قبائل أخرى كانت تعظّم شهر رمضان.
وأشار ابن منظور إلى أن لشهر رجب أسماء عديدة، منها: شهر الله، ورجب مضر، والأصم، ومنصل الأسنة، والفرد، وغيرها من الأسماء التي تعكس مكانته وقدسيته عند العرب والمسلمين.
ويظل صيام شهر رجب بابًا من أبواب الخير لمن أراد الاقتداء بالسنة النبوية، دون تخصيص يوم بعينه بفضل لم يرد فيه دليل صحيح، مع الحرص على اغتنام فضائل الصيام عمومًا في هذا الشهر الحرام.