دين
خالد الجندي: النبي ﷺ ربّى الأمة على مقام المراقبة.. والتوبة الفورية تمحو الذنوب
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن النبي صلى الله عليه وسلم ربّى الأمة على مقام عظيم من مقامات الإيمان، وهو مقام المراقبة، الذي يقوم على استحضار نظر الله عز وجل إلى العبد في كل وقت وحين.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا المقام يتجلى بوضوح في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت»، مشيرًا إلى أن هذه الوصية النبوية تعني أن التقوى لا ترتبط بمكان أو زمان، ولا بوجود الناس أو غيابهم، وإنما تقوم على شعور دائم برقابة الله سبحانه وتعالى، في السر والعلن، داخل البلاد وخارجها.
وأضاف، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الثلاثاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واقعيًا في تربيته للأمة، فلم يدّعِ عصمة البشر من الخطأ، بل قرر حقيقة إنسانية واضحة بقوله: «كل ابن آدم خطّاء»، موضحًا أن الوقوع في الذنب أمر وارد، لكن الخطورة الحقيقية تكمن في تأخير التوبة أو التسويف فيها، لأن الذنب إذا لم يُعالج فورًا تراكم على القلب وأثقل الروح.
وبيّن عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن التوجيه النبوي «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» يحمل علاجًا عمليًا مباشرًا، يتمثل في المبادرة الفورية بعمل صالح عقب الوقوع في الذنب، مؤكدًا أن الحسنة إذا جاءت مباشرة بعد السيئة كان لها أثر بالغ في محو الذنب وتطهير القلب.
وضرب الشيخ خالد الجندي مثالًا بمن يجلس في مجلس فينساق دون انتباه إلى ذكر إنسان بسوء، موضحًا أن العلاج النبوي في هذه الحالة يكون بترك المجلس فورًا، ثم اتباع ذلك بصدقة أو عمل خير خالص لله تعالى، محذرًا من أن تأجيل التوبة يؤدي إلى تراكم الذنوب وتكلسها على القلب، وهو ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد الشيخ خالد الجندي في ختام حديثه أن كمال مقام المراقبة لا يتحقق إلا بحسن الخلق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وخالق الناس بخلق حسن»، موضحًا أن الأخلاق هي الترجمة العملية الحقيقية لمراقبة العبد لربه، ودليل صدق الإيمان في السلوك اليومي.