دين
مفتي الجمهورية: الندوة الدولية الثانية للإفتاء تسعى لمواجهة الأمية الرقمية والدينية وتعزيز وعي الأمة
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة للإفتاء، المزمع عقدها يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، تمثل محطة علمية مهمة تهدف إلى تجديد وعي الأمة وصون عقلها الجمعي، ومواجهة التحديات الفكرية والمعرفية التي يفرضها الواقع المعاصر.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الجهل والأمية بأنماطها العلمية والرقمية والدينية تُعد من أخطر القضايا التي تهدد بناء الإنسان، والأمن الفكري، والهوية الدينية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، مشيرًا إلى أن مفهوم الأمية لم يعد مقصورًا على عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل اتسع ليشمل الأمية العلمية والرقمية والدينية، مؤكدًا أن الفتوى الرشيدة كانت ولا تزال ركيزة أساسية في بناء الوعي الديني السليم، باعتبارها حلقة وصل بين النصوص الشرعية وواقع الناس المتغير.
وشدد فضيلته على أن ممارسة الإفتاء لا تؤتي ثمارها إلا إذا صدرت عن أهل العلم الراسخين الذين يجمعون بين فقه النصوص وفقه الواقع، ويطبقون الأحكام الشرعية على القضايا المعاصرة بما يراعي مصالح الأمة ويدرأ عنها المفاسد، محذرًا من أن الجهل والأمية بصورهما الحديثة يمثلان بيئة خصبة لانتشار الفتاوى الشاذة والآراء المتطرفة، لا سيما مع تنامي الإفتاء العشوائي عبر منصات التواصل الاجتماعي خارج الأطر العلمية والمؤسسية.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الندوة ستناقش محاور متعددة تشمل قضايا التعليم الإلزامي والحق في المعرفة وتصحيح المفاهيم، ودور العبادات المالية في دعم التعليم ومحو الأمية، وأثر الأمية الدينية في عصر الذكاء الاصطناعي على وعي الطلاب الجامعيين، إضافة إلى العلاقة بين الأمية الدينية والرقمية وكيفية استغلال الخطاب المتطرف للفضاء الإلكتروني، وسبل التكامل بين التثقيف الديني والعلمي والرقمي لترسيخ الوعي المجتمعي بالفتوى الرشيدة.
واختتم فضيلته تصريحاته بالتأكيد على أن دار الإفتاء المصرية ماضية في أداء رسالتها العلمية والإنسانية لتعزيز الوعي الديني الرشيد، وترسيخ منهج الاجتهاد المؤسسي بوصفه خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف وصون كرامة الإنسان، مشيرًا إلى أن الندوة تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للإفتاء، الذي أقرته الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، لتكون مناسبة سنوية لتجديد عهد الأمة مع العلم والاجتهاد والوعي.