العالم
أخطر من مكسيكو وبوغوتا وإسلام اباد… ترامب يعلن واشنطن ساحة حرب
ترامب يشعل الجدل: أرقام الجريمة في واشنطن 'مزورة' والواقع أسوأ .. اعرف الحقيقة
في تطور مفاجئ تشهده العاصمة الأميركية، أطلق الرئيس دونالد ترامب، يوم الإثنين 11 أغسطس 2025، إعلاناً تاريخياً وجّهه نحو "تطهير" واشنطن العاصمة من "البلطجية والقتلة"، معتبرًا أن المدينة باتت "أخطر من دول العالم الثالث" وأن معدلات الجريمة فيها تجاوزت بكثير الإحصاءات الرسمية.
أمام الكاميرات في مؤتمر صحفي، كشف ترامب عن أن معدل الوفيات في العاصمة يفوق نظيره في مكسيكو سيتي وبوغوتا وإسلام آباد، بل يفوق عشرين مرة معدل مدينة الفلوجة بالعراق.
مشدداً على أن النسب الحقيقية قد تكون أكبر بخمس إلى عشر مرات عما يُعلن، متهماً مسؤولي الشرطة بـ"التلاعب" بالأرقام.
وأضاف أن العاصمة كانت "تحت حصار البلطجية والقتلة" لكنها اليوم "تحت السيطرة الفيدرالية حيث تنتمي"، وواعدًا بأن الجيش والشرطة الفيدرالية سيقومان بـ"إزالة الأوساخ من المدينة وجعلها آمنة ونظيفة وقابلة للسكن", في رد فعل حاد أثبتت البيانات الرسمية أن ما جاء في كلام الرئيس لا يعكس الواقع.
فجاء في بيانات وزارة العدل أن الجرائم العنيفة في المدينة سجّلت أدنى مستوياتها منذ ثلاثة عقود، مع انخفاض جرائم القتل 32 % وعمليات السطو المسلح 39 % خلال عام 2024 مقارنة بـ2023، تلاه تراجع إضافي في النصف الأول من 2025.
وفي الولايات المتحدة، واصل العنف الجنائي انخفاضه، حيث عادت المدينة إلى وضعها كواحدة من المدن الأكثر أماناً خلال العقدين الماضيين.
رغم ذلك، أظهر التوتر السياسي نفسه في الشارع، حيث اندلعت احتجاجات ضد تحويل العاصمة إلى "منطقة محتلّة" من قبل الجيش الفيدرالي.
وتأجّلت الخلافات حول الجهة التي تمتلك السيطرة الحقيقية على جهاز الشرطة هناك، وسط اتهامات بـ"استغلال سياسي" وحجج متبادلة بين البيت الأبيض والمعارضة المحلية.
وفي الوقت ذاته، شهدت المدينة إلقاء قوّة قانونية ضخمة:
نشر 800 جندي من الحرس الوطني و120 عميلًا من أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية، إلى جانب انتشار مكثف في نقاط محورية داخلها، وفرض دوريات ليلية تحت الطوارئ، إلى جانب أكثر من 40 اعتقالًا ومصادرة عدة أسلحة خلال الأيام الأولى.
التوتر يشوب المشهد:
فبينما يرى ترامب أن الاستعدادات الفيدرالية "منقذة"، يرى مراقبون ومسؤولون محليون أن الهدف السياسي واضح، ليس جرائم تُحسب بقدر ما هي قوة تُفرض، بينما يجادل معارضوه بأن المدينة على طريق الإصلاح السلمي والتعاون لا الانتصار بالقوة.
بخلاف الإعلان الدرامي الذي شكّل دراما سياسية في حد ذاته، تُظهر الوقائع الفعلية أن العاصمة الأميركية ليست في حالة تفكك مجتمعي كما وصفها الرئيس.
البيانات تشير إلى أنها تمر بتحوّل إيجابي حقيقي، وإن كانت التحدّيات الأمنية لا تزال موجودة.
هذا التحوّل يُعزز الحاجة إلى الحوار المدني وليس التصعيد العسكري، خاصة في مدينة تضطلع بدور رمزي محوري على مستوى الداخل الأميركي والعالم.