فن وثقافة
ذكرى رحيل سناء شافع.. فيلسوف الفن وأحد عمالقة المسرح المصري
تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير سناء شافع، أحد أبرز رموز المسرح المصري، الذي أثرى الحياة الفنية على مدار عقود طويلة سواء كممثل موهوب أو مخرج مسرحي بارع، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا في وجدان جمهوره ومحبيه.
وُلد سناء شافع في محافظة أسيوط لأسرة متدينة، حيث كان والده أحد علماء الأزهر الشريف، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى القاهرة، ويعيش في أحياء عريقة مثل الجمالية والحسين، وهناك بدأ تعلقه بالفن منذ الصغر.
بدأ شافع مشواره الفني بالانضمام إلى فرقة هواة المسرح في شارع عماد الدين، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ويتخرج فيه، ليعود إليه بعد ذلك مدرسًا ثم معيدًا، حيث ساهم في تخريج أجيال من الفنانين الذين أصبحوا لاحقًا من نجوم الصف الأول في مصر.
في عالم المسرح، برع سناء شافع كممثل ومخرج، وحققت مسرحيته الشهيرة "دون كيشوت" نجاحًا كبيرًا، كما ترك بصمته في السينما والتليفزيون من خلال مشاركته في أفلام مهمة مثل: "حتى لا يطير الدخان" و**"فوزية البرجوازية"**. أما في الدراما التلفزيونية، فقد شارك في أعمال مميزة منها: "الزيني بركات"، "حضرة المتهم أبي"، "ليالينا 80"، "صابرين"، وظهر كضيف شرف في مسلسل "القمر آخر الدنيا" قبل خمس سنوات.
لقّبه زملاؤه ومحبوه بـ "فيلسوف الفن" لما كان يتمتع به من تمكن لغوي وثقافة واسعة، إلى جانب إبداعه المتميز في الأعمال التاريخية التي تطلبت أداءً عميقًا وإحساسًا راقيًا.
كان سناء شافع عاشقًا لمصر ومخلصًا لفنه حتى آخر لحظة في حياته، ورغم رحيله، إلا أن أعماله ستظل باقية في ذاكرة الفن المصري وقلوب جمهوره، لتبقى ذكراه علامة مضيئة في تاريخ المسرح والدراما.