تقارير وتحقيقات
من دموع الرجاء إلى دموع الفرح.. المصريون يصنعون معجزة لإنقاذ الطفل ”علي” من مرض نادر
في صباحٍ من صباحات يونيو التي لا تُنسى، خرجت السيدة إسراء الجارحي، أم مصرية، تستغيث بوطن بأكمله من خلال فيديو مؤثر يحمل في صوتها رجفة الرجاء ودموعًا لا تجف. كانت تستنجد لإنقاذ حياة ابنها الصغير "علي معتز"، المصاب بمرض نادر يُعرف بـضمور العضلات الشوكي، وتعلّق مصيره بحقنة واحدة قيمتها 106 ملايين جنيه.
بكلمات تخنقها العبرة، قالت: "أنا ماعنديش كلام أقوله.. كنت بتمنى إني أموت قبل ما أوصل للمرحلة دي.. ولو كان المرض فيا أنا ماكنش فرق معايا."
ورغم ضخامة المبلغ، لم يقف الشعب المصري مكتوف الأيدي. فقد انطلقت واحدة من أكثر حملات التبرعات تأثيرًا في تاريخ مصر، تحوّلت فيها مشاعر الحزن إلى انتفاضة إنسانية شارك فيها آلاف المصريين، متحدين الظروف الاقتصادية الصعبة، من أجل إنقاذ طفل لا يعرفونه، وأم لا تربطهم بها صلة.
واليوم، تحققت المعجزة.
أعلن والد الطفل عبر حسابه على فيسبوك اكتمال التبرعات اللازمة لعلاج "علي"، قائلًا:
"بفضل الله تعالى ثم بفضلكم اكتملت تكاليف علاج علي.. أرجو منكم توجيه خيركم وتبرعاتكم لأوجه الخير الباقية، وربنا يجزيكم كل خير."
وظهرت الأم مجددًا، لكن هذه المرة بعيون يغمرها الامتنان والفرح، لتحكي عن اختبار إلهي كبير، وعن وطن لم يخذلها، وأيدٍ امتدت من كل صوب تمنحها الأمل.
انهالت التعليقات من رواد مواقع التواصل، تحتفي بانتصار حقيقي للإنسانية، حيث وقف شعب كامل خلف قصة طفل لا يملك سوى الرجاء، ليصنع ملحمة وطنية عنوانها "الرحمة".
قصة علي معتز ليست مجرد نجاح لحملة تبرعات، بل شهادة جديدة تُضاف إلى سجل هذا الشعب، تؤكد أن المصريين لا يعرفون المستحيل، وأنهم وقت الشدة جسدٌ واحد وقلبٌ لا يتوقف عن النبض بالعطاء.