تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، خلال الساعات الماضية، مقطع فيديو يُظهر وقوع اشتباك جسدي بين مجموعة من المواطنين الأتراك وعدد من السياح السعوديين في منطقة "إيدر" السياحية الواقعة شمال تركيا، دون صدور أي تعليق رسمي من السلطات التركية حتى الآن بشأن تفاصيل الحادث.

ويُظهر الفيديو بداية توتر وتصاعد في الأجواء بين الطرفين، تطور سريعًا إلى تلاسن لفظي حاد، ثم إلى اشتباك بالأيدي أمام أعين المارة، الذين حاول بعضهم التدخل لفض النزاع وتهدئة الموقف.

مشادات وتوتر في "إيدر"

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الواقعة حدثت في منطقة "إيدر" التابعة لولاية ريزه، والتي تُعد من أبرز المقاصد السياحية للسياح العرب، خاصة خلال فصل الصيف لما تتميز به من طبيعة خلابة ومناخ معتدل.

ولم تتضح حتى اللحظة الأسباب التي أدت إلى تصاعد النقاش بين الطرفين وتحوله إلى اشتباك، كما لم تعلن السلطات التركية عن أي إجراءات قانونية أو تحقيقات جارية بخصوص الحادثة، وسط غياب تقارير دقيقة حول وقوع إصابات أو تدخل طبي في أعقاب الاشتباك.

ردود فعل متباينة على مواقع التواصل

الواقعة أثارت موجة واسعة من ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من المستخدمين، خاصة في دول الخليج، عن قلقهم إزاء تكرار هذه الحوادث في الوجهات السياحية التركية، مطالبين السلطات التركية بضمان أمن السياح وحمايتهم من أي اعتداءات أو مضايقات محتملة.

في المقابل، اعتبر آخرون أن مثل هذه الحوادث تبقى فردية ولا يجب تعميمها على المجتمع التركي ككل، مشددين على أهمية عدم تضخيم الأمور دون التحقق من تفاصيل الواقعة الرسمية.

حادثة مشابهة في إسطنبول العام الماضي

وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة مشابهة جرت في صيف العام الماضي بمدينة إسطنبول، وتحديدًا في منطقة "صاري ير"، حين ألقت قوات الأمن التركية القبض على شخص كان يهدد مجموعة من السياح العرب مستخدمًا سكينًا، ما أثار حالة من الذعر في المنطقة آنذاك.

وبحسب بيان صادر عن مديرية أمن إسطنبول في ذلك الوقت، فإن المتهم، البالغ من العمر 43 عامًا، كان تحت تأثير الكحول عند ارتكاب فعلته، وقام بتوجيه إهانات لفظية وتهديدات باستخدام السكين قبل أن تتم مداهمة منزله وتوقيفه.

وقد وُجهت له عدة اتهامات قانونية، من بينها "محاولة إحداث إصابة عمدية" و"مقاومة رجال الأمن"، وتمت إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القضائية بحقه.

تساؤلات حول ضمانات حماية السياح

تسلّط الواقعة الأخيرة في "إيدر" الضوء على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية السياح في تركيا، خاصة في ظل الإقبال المتزايد من الزوار القادمين من الدول العربية. كما تفتح النقاش مجددًا حول سبل الحد من الاحتكاكات الثقافية أو السلوكية التي قد تؤدي إلى توترات غير محسوبة.

ويبقى الرأي العام في انتظار موقف رسمي من السلطات التركية بشأن ملابسات ما جرى، وسط مطالب متزايدة بتوفير ضمانات واضحة لسلامة الزوار، لا سيما في المناطق السياحية ذات الكثافة العربية العالية.

لمشاهدة الفيديو من هنــــــــــــــــأ