طفولة ضائعة تحت الكباري.. قصص موجعة من عالم أطفال الشوارع

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الأكاديمية العسكرية تعلن أسماء المقبولين في الدفعة الجديدة صادرات السيارات المصرية تتجاوز مليار دولار ونمو الترخيص للمركبات الجديدة خبيرة أعصاب تكشف أسرار لغة الجسد لفهم المشاعر والتفاعل الاجتماعي عائلة سعد تحصد المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم الفرع السابع مفتي الجمهورية: الندوة الدولية الثانية للإفتاء تسعى لمواجهة الأمية الرقمية والدينية وتعزيز وعي الأمة محافظ البنك المركزي: اختيار العاصمة الجديدة لمركز التجارة الإفريقي يعكس قوة الاقتصاد المصري عبدالعاطي: تثبيت وقف إطلاق النار في غزة أولوية قصوى لضمان تدفق المساعدات وإعادة الإعمار مدبولي يتفقد مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة بتكلفة 2.175 مليار جنيه علي جمعة يوضح فضل تعظيم مكة المكرمة واستحباب الغسل قبل دخولها مجموعات مسلحة تستهدف الأمن الداخلي في السويداء بطائرات مسيرة انتحارية باحث مصريات ينفي صحة «الزئبق الأحمر» في مصر القديمة ويكشف عن واقعة غريبة النيابة تحقق في وفاة أجنبي داخل شقته بشرق الإسكندرية

تقارير وتحقيقات

طفولة ضائعة تحت الكباري.. قصص موجعة من عالم أطفال الشوارع

أطفال الشوارع
أطفال الشوارع

على أرصفة القاهرة وأسفل الجسور وفي الأزقة الضيقة، يعيش آلاف الأطفال بلا مأوى، تحاصرهم المخاطر من كل جانب، هم ضحايا الفقر، العنف الأسري، والغياب التام للرعاية. ورغم جهود الحكومة والمجتمع المدني، لا تزال الظاهرة تتفاقم. في هذا التحقيق، نستمع إلى أصوات الأطفال أنفسهم، والمسؤولين، والخبراء، لنفهم كيف وصلنا إلى هنا، وهل هناك أمل في تغيير مصير هؤلاء الصغار؟

الحكومة: "لدينا خطط، لكن المشكلة معقدة"

يقول مسؤول في وزارة التضامن الاجتماعي نحن ندير عدة برامج لإعادة تأهيل أطفال الشوارع، مثل مبادرة "أطفال بلا مأوى"، وفرق الإنقاذ المتنقلة التي تجوب الشوارع لمحاولة إقناع الأطفال بالذهاب لدور الرعاية ، لكن التحدي الأكبر أن كثيرًا منهم يرفضون ذلك بسبب الإدمان أو خوفهم من السلطات.

أما مسؤول في المجلس القومي للطفولة والأمومة، فيشير إلى أن المشكلة ليست في غياب القوانين، بل في تنفيذها لدينا قوانين تحمي الأطفال، لكن التحدي هو التطبيق يجب على الجميع، من الشرطة إلى المؤسسات الاجتماعية، العمل معًا لحل المشكلة، وليس مجرد نقل الأطفال من الشارع إلى دور الرعاية دون معالجة أسباب هروبهم.

خبراء علم الاجتماع: "الفقر والتفكك الأسري هما السبب الرئيسي"

قالت الدكتورة مي الباهي ، أستاذة علم الاجتماع السبب الرئيسي لظاهرة أطفال الشوارع هو الفقر والتفكك الأسري، كثير منهم هربوا من منازلهم بسبب العنف الأسري أو الطلاق، وبعضهم دفعهم الفقر إلى الشارع للبحث عن لقمة العيش، الحل ليس فقط في إنقاذهم، بل في معالجة الأسباب الجذرية التي دفعتهم إلى الشارع.

أما الدكتور علاء الغندور، أخصائي الطب النفسي ، فيوضح الآثار النفسية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال ولأن حياة الشارع تترك آثارًا نفسية خطيرة على الأطفال، فهم يتعرضون للعنف الجسدي والجنسي، والإدمان، والاستغلال في أعمال غير مشروعة، بدون إعادة تأهيل نفسي واجتماعي حقيقي، سيظلون يدورون في نفس الدائرة.

منظمات المجتمع المدني: "الحكومة لا تستطيع وحدها حل المشكلة"

قالت مها جلال، مديرة إحدى دور الرعاية للأطفال ، نحاول استقبال أكبر عدد ممكن من الأطفال، لكن المشكلة أن بعضهم معتاد على حياة الشارع ويرفض الانضباط داخل الدار، كما أن التمويل غير كافٍ لتوفير حياة كريمة لهم، لذا نحتاج دعمًا أكبر من الدولة والمجتمع.

أما أحمد عبد الرحمن، ناشط في حقوق الطفل، فينتقد تعامل الدولة مع الأطفال المشردين و أوضح أن هناك قصور كبير في الرعاية، بعض الأطفال يتم القبض عليهم واحتجازهم وكأنهم مجرمون، بدلًا من توفير بيئة آمنة لهم، يجب أن نعاملهم كضحايا، لا كمذنبين.

الأطفال: "بنعيش يوم بيوم، وخايفين من بكرة"

قال حسن (14 عامًا)، يعيش في شوارع وسط البلد "هربت من البيت علشان أبويا كان بيضربني كل يوم ، في الشارع إحنا بنشتغل في أي حاجة، مسح عربيات، بيع مناديل، ساعات بناخد بواقي أكل من المطاعم، بس الخوف طول الوقت، من البلطجية، ومن الشرطة، ومن الجوع" أما نادية (12 عامًا)، تنام يوميًا تحت كوبري في الجيزة، قالت: " مرات أبويا كانت بتضربني كل يوم، فهربت، في الشارع محدش بيحمينا، فيه رجالة بيحاولوا يستغلونا، وساعات بنضطر نشتغل شغلانات صعبة علشان نلاقي فلوس للأكل.

أصحاب المحلات وسكان المناطق الشعبية: "خطر علينا أم ضحايا المجتمع؟"

قال عم رمضان، صاحب محل في وسط البلد ، "كل يوم بشوف عيال صغيرة نايمة على الرصيف، بتاكل من الزبالة، بس برضو، في بعضهم بيعملوا مشاكل، بيسرقوا أو بيسببوا إزعاج للناس، الدولة لازم تتحرك عشان تحميهم وتحمي المجتمع."

أما مدام ليلى، تسكن في حي الحصري ب أكتوبر، فتقول: "أنا بحزن على الأطفال دول، بس ساعات بخاف منهم، في منهم بيدمنوا المخدرات، وبيكونوا خطر على نفسهم وعلى غيرهم، لازم يكون فيه حل حقيقي مش مجرد كلام."

كما تبقى أحلام هؤلاء الأطفال مؤجلة، لكن الأمل في مستقبل أفضل لا يجب أن يكون كذلك، فالمجتمع بأكمله، من حكومة إلى مؤسسات خيرية وأفراد، يتحمل مسؤولية إعادة رسم مصيرهم، لأن إنقاذهم ليس مجرد قضية إنسانية، بل استثمار في جيل قد يكون جزءًا من بناء الوطن، إذا مُنح الفرصة التي يستحقها.