الأسمنت كويس.. «سلامتك لا تهمنا »

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الفنانة الجزائرية مريم حليم تتهم مساعدتها عملتلي سحر لتعطيل اعمالي القبض على جزارين متهمين ببيع لحوم أحصنة الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافئة مقابل معلومات عن “القطة السوداء” الصحة العالمية تطلق شبكة لرصد فيروسات كورونا الجديدة وزارة الزراعة تطرح اللحوم  بسعر 270 جنيه عبر منافذها وزير الخارحية يستقبل وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الاوسط وشمال أفريقيا محافظة الجيزة: قطع المياه 10 ساعات عن قرى ابو النمرس.. غدًا بروتوكول تعاون بين هيئة المستشفيات التعليمية والمؤسسة العلاجية لتبادل الخبرات وزير الشباب والرياضة يناقش أليات الحد من أمراض القلب والموت المفاجئ في الملاعب وزيرة التعاون الدولي تستقبل السفير الفرنسي الجديد بالقاهرة رئيس الوزراء يتابع موقف منظومة رد الأعباء التصديرية وزير التعليم العالي يستضيف السفير اليمني بالقاهرة لمناقشة عدة ملفات

مقالات

الأسمنت كويس.. «سلامتك لا تهمنا »

الكاتب الصحفي علي زرزور
الكاتب الصحفي علي زرزور

هل وصل بنا الحال أن نهتم بالحجر قبل البشر؟ أن يكون إنقاد حياة الإنسان والاهتمام بسلامته ليس من أولوياتنا؟ أن تكون الكتل الأسمنتية وأعمدة الطرق أهم من حياة البشر؟

كانت الدهشة والاستغراب تعترينى وأنا أستمع إلى مهندس جيولوجى صديقي وهو يحكي عن تعرض إحدى بناته إلى حادث اصتدام بسيارتها وهى خريجة صيدلة، فاتصلت بوالدها لتخبرة، فطالبها بالإتصال بالنجدة وهو فى طريقة إليها، فقامت الإبنه بتنفيد طلب والدها واتصلت بالنجدة، سألها متلقى البلاغ "الأسمنت كويس؟" أكثر من مرة وهو يتلقى بلاغها، فلم تفهم عما يتحدث فعاودت الاتصال بوالدها بابا هو فين الأسمنت اللى فى العربية؟ بتاع النجدة بيسألنى هو الأسمنت كويس، أخبرها والدها أن الأسمنت الذي يسأل عنه متلقى البلاغ أسمنت الطريق، أى الكتل الأسمنتية التى تحدد جانب الطريق أو فى منتصفه، كتل من الأسمنت لم أراها إلا فى مصر فقط، فسألت والدها ويعمل طيب، هو بيسأل عليه ليه ؟ فأجابها علشان لو كسرتى الأسمنت هتدفعى غرامة أو تتحبسى، صرخت فى وجهه، إنت بتسلمنى ياحج طيب ليه قلت لى اتصلي؟ على العموم ربنا ستر العربية هى اللى انكسرت والاسمنت كويس إدفع بقى يا حج وصلح العربية فأجاب والدها فداكى 100 عربية سلامتك أهم .

الحكاية الثانية، شاب خريج علوم يعمل مندوب مبيعات بشركة أدوية من صعيد مصر، فى طريق عودته من القاهرة وبالتحديد أمام محافظة المنيا على الطريق الصحراوي الشرقي الجديد أو ما يسمى بطريق الجيش، انفجر اطار السيارة الأمامى فأدى لاصتدام السيارة بجانب الطريق وانقلابها، وتم إبلاغ النجدة وعند وصولها قامت بتغريم صاحب السيارة غرامة لكسرة الأسمنت، الغرامة قبل أن يتأكد من سلامة الراكب وسيارته، حتى وإن كان القانون يفرض ذلك فإن الإنسانية والبشرية والأديان والعرف والتقاليد والرجولة تقتضى أن نهتم بالبشر وسلامتهم وحياتهم قبل "الحجر"، قبل أن نسأل عن الأسمنت، إسأل على السلامة قديماً كانت تحت عبارة ( هدى السرعة سلامتك تهمنا ) الآن أصبحت هدى السرعة سلامة الأسمنت تهمنا، بالرغم من أن المسافر على تلك الطرق يدفع ضريبة عند ترخيص سيارته تسمى بضريبة تسيير، وكارتة لاستخدام الطريق ووثقية تأمين إجباري .

كل هذه الضرائب والرسوم من المفترض أنها تغطى تلك الحوادث بل من المفترض أن يعوض تأمينياً من يتعرض لحادث، خصوصاً أنها ليست بإرادته، فلا يوجد عاقل يخاطر بحياته ويصدم بالطريق أو بعمود على جانب الطريق طواعية، دائما ما نشاهد فى الأفلام الأجنبية عندما يتعرض أحد لأى مشكلة ويقوم بطلب الطوارئ فإن متلقى البلاغ يطمئنه أولا ويطالبه بالهدوء وإبقاء الخط مفتوحاً إن أمكن وأن النجدة فى الطريق اليه، وأن يحافظ على سلامته باللجوء إلى مكان آمن لحين وصول النجدة.

فى بلادنا تظل تصف لمتلقى بلاغك كيف يصل إليك، وفى كل مرة تعاود الاتصال وفى النهاية قد لا يصل إلا بعد انتهاء الحالة الطارئة ومشهد سماع سرينة سيارة الشرطة فى الأفلام العربية فى نهاية الفيلم قد يكون تجسيد للواقع الآن .