الدكتورة نادية مصطفى تكتب: العرب والعالم شركاء في ضياع حق الشهداء .!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الشباب والرياضة تنظم معرضًا للمشغولات الفنية واليدوية بمشاركة عضوات أندية الفتاة بمحافظة الشرقية وزير الرياضة يُشيد بجهود منظومة الشكاوى الحكومية وتحقيق نسبة إنجاز 99.20% الشباب والرياضة تعلن شروط الإشتراك في مجال الشعر ”الفصحى - العامية” ضمن مهرجان إبداع في الموسم الثالث عشر وزير الثقافة يتفقد مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا ويشيد بأداء فصل التدريب على آلة القانون وزارة الثقافة تحتفى اليوم بعيد الأوبرا الـ ٣٦ بعروضًا مبهرة في احتفالية كبرى وزير العمل يعلن ضم أول قائمة بيانات لعمال تراحيل إلى منظومة العمالة غير المنتظمة وزير الإسكان يلتقي مسئولي شركات المقاولات لمتابعة سير العمل بمشروعات المدن الجديدة وزير المالية: بناء نظام ضريبي متوازن وداعم بقوة لمجتمع الأعمال والاستثمار ومحفز للنمو الاقتصادي وزير الصحة: التوعية بالتبرع بالأعضاء ركيزة أساسية لتعزيز الرعاية الصحية وضمان إرث الأمل للأجيال القادمة الزراعة: تقاوى القمح المعتمدة تكفي المساحة المستهدفة وتم توزيعها على المنافذ في جميع المحافظات القومي للطفولة والأمومة يطلق مبادرة ”صاحبوهم تكسبوهم” لدعم الأهالي في تنشئة الأطفال والمراهقين وزير الاستثمار يلتقي السفير الياباني وممثلي شركة يازاكي لاستعراض تطورات إنشاء مصنع إنتاج الضفائر الكهربائية بالفيوم

مقالات

الدكتورة نادية مصطفى تكتب: العرب والعالم شركاء في ضياع حق الشهداء .!

الدكتورة - نادية مصطفى
الدكتورة - نادية مصطفى

يكاد الاهتمام العربي والدولي بقضية اغتيال الاحتلال الاسرائيلي للإعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة وما حدث من عدوان اسرائيلي همجي غير انساني علي موكب تشييع جثمانها الي مثواه الأخير ، اقول: يكاد هذا الاهتمام العربي والدولي ان يكون قد تلاشي تماما الا من قناة الجزيزة الفضائية التي كانت شيرين تعمل مراسلة لها ولقيت مصرعها وهي تؤدي عملها اثناء تغطيتها الميدانية لعملية اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين الفلسطيني بالدبابات والمدرعات، وكانهم ذاهبون الي حرب وليس الي مخيمات معزولة عن العالم ولا تملك الحد الادني من القدرة التي تدافع بها عن نفسها ...

وهذا التراجع المؤسف في الاهتمام العربي بقضية شيرين ابو عاقلة والتحول عنها الي غيرها من قضايا الساعة هو ما توقعناه ونبهنا اليه في رسائل عديدة ومتكررة ذهبت اصداؤها ادراج الرياح وكان شيئا لم يكن.....

وبالامس خرج علينا احد كبار المسئولين الامريكيين بتصريح يقول فيه ان المحكمة الجنائية الدولية ليست المكان المناسب لنظر هذا الملف وان استعجال نتائج التحقيق في واقعة اغتيال شيرين ابو عاقلة هو الامر المهم الآن، ولم نسمع تعقيبا عربيا رسميا واحدا علي تصريحات هذا المسئول الامريكي، وَاغلب الظن هو ان مثل هذا التحقيق لن يتم ، وحتي اذا تم فانه لن يكشف الحقيقة ابدا، وبعد فترة لن تطول سوف يجري اغلاق هذا الملف كغيره من الملفات الحافلة بالجرائم الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة الي الابد..

كل هذا الذي نعيشه وبكل اسف مع ردود الفعل العربية من جرائم الاحتلال الاسرائيلي ، هو اننا ننفعل ثم نهدأ ، ونثور ثم نخمد، ونصرخ ونشجب ثم نصمت ونبتلع ألسنتنا ، ونهدد باعنف العبارات ثم نتخاذل ، ونتقدم للامام قليلا ثم نتراجع للوراء كثيرا ، ونبكي ثم نضحك ونحاول أن ننسي ، ثم ناتي اخيرا لنعزي انفسنا بان ما يحدث لنا من كوارث ومصائب ونكبات هو ما شاءت به اقدارنا ولعل فيه خيرا لنا لا ندريه وان هذا هو الايمان بالقضاء والقدر ، وليمضي بنا الحال طول الوقت هكذا. لا نعرف لنا مسارا نتحرك فيه....

سوف ننسي شيرين كما نسينا قبلها الآلاف من خيرة شبابنا من الضباط والجنود وغيرهم من المناضلين والمقاومين ممن سطروا بدمائهم وارواحهم ملاحم من البطولة والفداء دفاعا عن عروبة فلسطين وعن حق شعبها في الحياة وتقرير المصير، وهو ما أدخلنا مع اسرائيل منذ اليوم الاول لقيامها في حروب دامية كثيرة كلفتنا من الاعباء والتضحيات ما يعرفه الجميع ولسنا بحاجة الي التذكير به ..

وبرغم ذلك لم تتوقف اسرائيل يوما عن عدوانها الذي اصبح سلاحها في دفاعها عن وجودها ككيان عنصري استيطاني غاصب ، ولولا انها قد امنت العقوبة لما اساءت الادب الي هذا الحد.. فبدلا من ان نقاطعها وننبذها ونحاسبها علي جرائمها ، نطبع معها وناخذ قادتها من القتلة والسفاحين في احضاننا بمنتهي الترحيب والحرارة والود ونكافئهم بالمساعدات والحوافز والاستثمارات وبتبادل الزيارات علي اعلي المستويات... فعن اي ملف نتحدث او يجب ان نتحدث .؟

دعونا نبحث لانفسنا عن شيئ آخر نتحدث عنه....