ظاهرة الإنتحار وإنتشارها الواسع في قطاع غزة .. لماذا ؟!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الأكاديمية العسكرية تعلن أسماء المقبولين في الدفعة الجديدة صادرات السيارات المصرية تتجاوز مليار دولار ونمو الترخيص للمركبات الجديدة خبيرة أعصاب تكشف أسرار لغة الجسد لفهم المشاعر والتفاعل الاجتماعي عائلة سعد تحصد المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم الفرع السابع مفتي الجمهورية: الندوة الدولية الثانية للإفتاء تسعى لمواجهة الأمية الرقمية والدينية وتعزيز وعي الأمة محافظ البنك المركزي: اختيار العاصمة الجديدة لمركز التجارة الإفريقي يعكس قوة الاقتصاد المصري عبدالعاطي: تثبيت وقف إطلاق النار في غزة أولوية قصوى لضمان تدفق المساعدات وإعادة الإعمار مدبولي يتفقد مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة بتكلفة 2.175 مليار جنيه علي جمعة يوضح فضل تعظيم مكة المكرمة واستحباب الغسل قبل دخولها مجموعات مسلحة تستهدف الأمن الداخلي في السويداء بطائرات مسيرة انتحارية باحث مصريات ينفي صحة «الزئبق الأحمر» في مصر القديمة ويكشف عن واقعة غريبة النيابة تحقق في وفاة أجنبي داخل شقته بشرق الإسكندرية

مقالات

ظاهرة الإنتحار وإنتشارها الواسع في قطاع غزة .. لماذا ؟!!

د. عبد الحميد العيلة النائب في المجلس الفلسطيني
د. عبد الحميد العيلة النائب في المجلس الفلسطيني

إن ما يشهده قطاع غزة في السنوات الأخيرة من زيادة في حالات الإنتحار والقتل العمد لهو مؤشر واضح للوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي السيئ الذي يعيشه القطاع منذ أكثر من عشرة سنوات وشهد اليوم حادثين مفجعين هو إنتحار الشاب سليمان العجوري إبن 23 عاما من شمال غزة تاركاً خلفه رسالة سياسية ومعيشية قاسية والثانية هي الإعتداء على الطفل كاظم الأغا من البريج بوسط غزة إبن 12 ربيعاً من لص سكب عليه مادة حارقة داخل منزله توفي اليوم على إثرها في أحد مستشفيات القطاع ولم يقف مسلسل الإنتحار والقتل الذي إمتد لسنوات سابقه بزيادة تدق ناقوس الخطر لإنفلات مجتمعي خطير يصبح فيه الأمن والأمان في ضياع بعد أن ضاع الوطن في خلافات وإنقسامات سياسية لا مبرر لها إلا المصالح الحزبية الضيقة .

وليكن حادثي اليوم مثالاً لطرح سؤال والإجابة عليه بكل واقعية وهو لماذا أقدم العجوري على الإنتحار ؟!! ولماذا سكب اللص البنزين على الطفل وحرقه ؟!! الإجابة كانت على حساب الفيس بوك للعجوري موجهاً رسالته لحماس قبل الإنتحار كما أفاد أقاربه حيث كتب " هي مش محاولة عبث .. هي محاولة خلاص وخلص .. الشكوى لغير الله مذلة .. وعند الله تلتقي الخصوم " وإعتقل سليمان عدة مرات على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بسبب نشاط شبابي شعاره " بدنا نعيش " فكانت النتيجة أنه إختار الموت عن العيش بعد أن ضاقت به الظروف المعيشية وعدم القدرة على التعبير فيما يعيشه هو وجيل الشباب التي أغلقت أمامهم كل فرص الحياة المستقبلية لا عمل لا زواج سجن كبير محاصر.

إن الإحباط والإكتئاب أصاب الكثير من الشباب وهي مؤشرات لأمراض نفسية خطيرة قد تكون أحد الأسباب التي دفعت بالمجرم سكب البنزين على الطفل وحرقه لكن الأسباب كثيرة وعلى السلطة في غزة ورام الله العمل فوراً على إيجاد الحلول السياسية والإقتصادية لمواجهة هذه الظاهرة بالأمس القريب شاهد الجميع التونسي بوعزيزي وهو يحرق نفسه من أجل لقمة العيش وكيف إنتفض الشارع التونسي الذي أنهى حكم رأس الدولة وشاهدنا الشاب اللبناني الذي أطلق الرصاص على رأسه وكيف حرك الشارع اللبناني ضد الحكومة .. فماذا نحن فاعلون ؟!! هل ننتظر مزيداً من حالات الإنتحار والقتل أم نبحث عن الأسباب ونعالجها ؟

لأنه وللأسف لم نشاهد أي علاج حقيقي للواقع المر الذي يعيشه القطاع ويتحمل المسؤولية سلطة غزة ورام الله وما يعانيه القطاع لم يقف عند حالات الإنتحار والقتل بل هناك قضايا خطيرة مثل نسبة الطلاق المرتفعة جداً بسبب الوضع الإقتصادي الأسوأ في العالم ناهيك عن عزوف الشباب عن الزواج فكيف لشاب في الثلاثين من عمره يقبل على الزواج وهو مازال يتلقى مصروفه الشخصي من والده إن كان والده يعمل .. والنصيحة للشباب وأولياء الأمور ورجال الدين ليس الإنتحار هو الحل علينا أن نكون الأقوي في مواجهة أي واقع سلبي وتغيره ودوام الحال من المحال والشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة هو في سجن بدايته نفق لكن نهاية هذا النفق حتماً سيرى النور .