علي الرز يكتب: «احنا بتوع الأوتوبيس»

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الشباب والرياضة تنظم معرضًا للمشغولات الفنية واليدوية بمشاركة عضوات أندية الفتاة بمحافظة الشرقية وزير الرياضة يُشيد بجهود منظومة الشكاوى الحكومية وتحقيق نسبة إنجاز 99.20% الشباب والرياضة تعلن شروط الإشتراك في مجال الشعر ”الفصحى - العامية” ضمن مهرجان إبداع في الموسم الثالث عشر وزير الثقافة يتفقد مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا ويشيد بأداء فصل التدريب على آلة القانون وزارة الثقافة تحتفى اليوم بعيد الأوبرا الـ ٣٦ بعروضًا مبهرة في احتفالية كبرى وزير العمل يعلن ضم أول قائمة بيانات لعمال تراحيل إلى منظومة العمالة غير المنتظمة وزير الإسكان يلتقي مسئولي شركات المقاولات لمتابعة سير العمل بمشروعات المدن الجديدة وزير المالية: بناء نظام ضريبي متوازن وداعم بقوة لمجتمع الأعمال والاستثمار ومحفز للنمو الاقتصادي وزير الصحة: التوعية بالتبرع بالأعضاء ركيزة أساسية لتعزيز الرعاية الصحية وضمان إرث الأمل للأجيال القادمة الزراعة: تقاوى القمح المعتمدة تكفي المساحة المستهدفة وتم توزيعها على المنافذ في جميع المحافظات القومي للطفولة والأمومة يطلق مبادرة ”صاحبوهم تكسبوهم” لدعم الأهالي في تنشئة الأطفال والمراهقين وزير الاستثمار يلتقي السفير الياباني وممثلي شركة يازاكي لاستعراض تطورات إنشاء مصنع إنتاج الضفائر الكهربائية بالفيوم

مقالات

علي الرز يكتب: «احنا بتوع الأوتوبيس»

الكاتب/ علي الرز
الكاتب/ علي الرز

في فيلم «إحنا بتوع الأوتوبيس» يحار الراحل عبد المنعم مدبولي في جاره (عادل إمام) الذي يقول كلاماً عادياً جداً وبسيطاً في زمن سطوة الاستخبارات المصرية أيام عهد عبد الناصر.

فهو يَعتقد أن وراء الرجل قصة كبيرة، ووراء كلامه معاني كثيرة، ووراء البساطة محاولة للإيقاع به، ووراء أي ملاحظة احتمالية شحْنٍ للتمرّد والتغيير.

ولذلك فعندما يقعان في مشكلةِ بطاقاتِ الباص الذي يستقلانه أو في التحقيق الأولي في مخفر الشرطة، كان مدبولي يحذّر المحقق أو «الكمسري» من أن عادل إمام شخصية كبيرة وقد يفاجئهم بحركةٍ ما مثل إخراج بطاقةٍ تُثْبِتُ أنه «ضابطٌ» سرّي أو خلافه، ولذلك بقي يقول له «طلّع البطاقة» والأخير لا يَفْهَمُ عليه... حتى دَفَعَ الإثنان في النهاية ثمنَ سوءِ الفَهْمِ هذا.

في الفيلم اللبناني الحالي، هناك مَن أصرّ على لعْب دور مدبولي عند إتيان «حزب الله» بالدكتور حسان دياب رئيساً للوزراء. وهذا الدور لعبه كثيرون بمَن فيهم جزء من المُشارِكين في الانتفاضة وتحديداً الذين التقاهم دياب قبل التشكيل.

بعضهم هَمَسَ متوقّعاً أن دياب سيفاجئ الجميع بموقفٍ لم يتوقّعوه، وأن تفاهماً بينه وبين «حزب الله» أدى إلى رسْم دورٍ قوي له داخل طائفته تماماً مثلما حَصَلَ بين الحزب وجبران باسيل، من قبيل أن يطلقَ موقفاً يتعارض مثلاً علناً مع موقف الحزب فيكسب قوةً لدى السنّة تكْفيه لهامشِ تَحَرُّك.

وبعضهم وزّع كلامَه عن الإتيان بوزراء مستقلّين ورفْضه المحاصصة في التعيينات وإقرار التشكيلات القضائية ولجْم الانهيار الاقتصادي ومحاسبة الفاسدين وغيرها، بأنه حدّد لنفسه خطاً أحمر وهو ما وعد به الثوار.

وبعضهم طَلَبَ مَنْحَهُ فرصةً ليتمكّن من إعادة السيادة والاستقلال للبنان وخصوصاً أن علاقاته الدولية سرّية وفاعلة.

وبعضهم، مثْل مَخالب النظام الأمني السوري في لبنان، صَدَحوا بأن دياب سيبدأ هو بصفْع الآخَرين لأن الصفعة التي ستضيع منه سترتدّ إلى رقبته، وبأن كل القوى السياسية ترتجف خوفاً من إجراءاته.

الأمثلةُ كثيرةٌ، لكن نظرةً سريعةً إلى ما حصل تكشف التالي، رغم أن البعض ما زال يقول كما قال مدبولي...«طلّع البطاقة»:

قال إنه سيشكّل حكومةَ مستقلين، فإذا بها حكومة موظّفي مكاتب القادة الحزبيين.

قال إنه سيعالج الوضعَ الاقتصادي بحلولٍ سريعةٍ وأخرى طويلة الأمد، فلم يشهد لبنان أسوأ من الانهيار الحالي.

قال إنه سيمشي بتعييناتِ مجلس القضاء فأوْقفها التيارُ العوني، ووافق. ولن يمشي بمعمل سلعاتا فـ «مشاه» التيار العوني وقبِل. ولن يسمح بالمحاصصة بالتعيينات، فكاد ممثلو القوى السياسية في الحكومة ينفجرون ضحكاً لأن كل ما يريدونه وأكثر هو الذي تمّ بما في ذلك تعيين معالج فيزيائي مديراً للاقتصاد.

قال إنه حامي الوحدة الوطنية، وعندما استبيحت هذه الوحدة من الجماعة التي أوصلتْه إلى رئاسة الوزراء انتظر حتى منتصف الليل حتى يَسْمَعَ استنكاراً من «حزب الله» و«أمل» للإساءة إلى الصحابة فعمل «ريتويت» مُشابِهاً وقاه شرَّ التخلي.

أما عن السلاح والمَعابر غير الشرعية والتهريب والتدخلات الميليشيوية اللبنانية عربياً ودولياً وعملية الضمّ التدريجي لمحور إيران، فهذه تغاضى عنها بأغنيةٍ مَلْحَمِيَّةٍ سطّرها مُنْشِدُ «حزب الله» علي بركات له: «تَيِرْجَعْ أحلى لبنان، كلنا حدّك يا حسان»، ثم يَتْبَعُهُ مُنْشِدٌ آخَر: «يا ريّس من بعد الله نحنا متّكلين عليك».

هم متّكلون عليه، وقد كفى ووفى ولم يجدوا أفضل منه، وخصوصاً عندما رَفَعَ شعارَه الإستراتيجي «ما خصّني» انسجاماً مع شعارِ غيره «ما خلّوني». أما الذين ينتظرون منه مفاجأةً عبر «بطاقةٍ» يَرْفَعُها في وجهِ الآخرين في الوقت المُناسِبِ، فليتوقّعوا «بطاقةً» ستُرفَع في وجهه لأنه بكل بساطة... حسان دياب.

نقلاً عن جريدة الرأي الكويتية