الدكتور / يحيى خير الله يكتُب: الوجع .. الكف .. الفنجان !!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
انطلاق اجتماعات الاتحاد الأفريقي لكرة السلة بمصر بحضور وزيري الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد الدولي شيخ الأزهر ينعي العالم المؤرخ أ. د. محمد صابر عرب: مسيرة علمية وثقافية حافلة بالعطاء ضبط مزارع بالغربية بعد جمع جراء صغيرة داخل جوال وإلقائها في مصرف مفتى الجمهورية: الفتوى أداة حماية الإنسان والقضية الفلسطينية وحصن ضد محاولات التهجير وزير الأوقاف: الفقيه الحق يوازن بين الأحكام الشرعية وواقع الناس لتحقيق اجتهاد رشيد وكيل الأزهر: الفتوى الرشيدة شريك أساسي في توجيه المجتمع ومواجهة التحديات المعاصرة الإسكان يعلن تيسيرات جديدة لسداد المستحقات المتأخرة على الوحدات العقارية حتى فبراير 2026 مبعوثو ترامب يطلعون وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على مستجدات خطة غزة وزير الإنتاج الحربي: دعم قطاع الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة من أولوياتنا الوطنية عثور مسعف وسائق على 684 ألف جنيه بعد حادث على الطريق الصحراوي ببني سويف تسمم أسري في أسيوط بعد تناول وجبة منزلية.. وإصابة الأم وأربعة أطفال نائب وزير الخارجية يلتقي رموز الجالية المصرية بالسعودية ويستعرض مبادرات رعاية المصريين بالخارج

مقالات

الدكتور / يحيى خير الله يكتُب: الوجع .. الكف .. الفنجان !!!

د. يحيى خيرالله
د. يحيى خيرالله

رغم الوجع المحتل لقلبه عنوة .. التقط سمعه الكلمات المعسولة للمرأة "الغجرية" عن أهمية قراءة الكف والفنجان.. لتسيل لعاب فريستها.. إحساس غريب استدرجه.. ماهو ذاك.. إنه الشعور الذي يجعل يدك تلامس أذنك..حينها.. وقعت عيناه على كف يده صدفة.. لم تعهد عيناه على تفحص كفه.. تغيرت ملامحه واعتصر الألم بداخله.. وتنهد قائلا :"يا إلهي كل هذا سيحدث؟!!!تكهنات ولمحات لما سيحدث في المستقبل القريب.. صور متلاحقة.. مواقف محصلة للذكريات ..هل يعقل كل هذا تحمله تلك القطرات من القهوة التي ارتسم الفنجان بأثر ارتشافه لها..فجأة .. ودون إرادة منه..وبخفة قبضة يده.. منحه نشوة الشعور..

إحساس جميل مغري.. كأنه يمسك بصيد ثمين .. إعتدل على مقعده متلصصا.. مال على المنضدة وفتح كفه بحذر وهدوء.. ظنا منه أن أسراره ستتسرب.. استدرك نفسه..تفقد مكانه.. للتأكد من سرية اكتشاف لملكته الخلاقة.. وبينما هو في حيرة من أمره .. اصطدمت رأسه بفنجان القهوة الذي شربه منذ لحظات .. وكأن الفنجان يعلن تمرده للنظر إليه.. حتى يستفيد من وهم الدجل والتكهنات.. فتحتلك الحيرة أكثر.. فما بين قراءة الكف والفنجان.. حكايا وبوح وفضفضة لسنين مبعثرة حملت في ثناياها آمال لم تتحقق.. ورجاء منتظر.. وطريق سفر طويل يترقبه بشغف.. أشرفت نهايته على أمل عاش عليه لسنوات..

ومع التدقيق في الأمر.. أمعن النظر في كفه مرة أخرى لتتمكن منه الدهشة ثانية وهو يتابع خطا مرتسما يقسم الكف نصفين.. يكشف عن طريق متشعب كأرض بور تشققت من أثر العطش.. إنه الوجع ..وفي الفنجان طريق فاض بالماء .. تناقض غريب .. كل هذا؟!!! لا زال في الفنجان والكف الكثير من الحكايا والأخبار والاسرار .. فعلا.. في الفنجان.. امرأة عجوز تنظر شذرا من بعيد .. وفي الكف طفلة صغيرة تاهت بين طرق متشابكة.. جميل وجودها .. ضمن قراءة الفنجان.. لعله فأل خير.. ماذا هناك؟؟؟..لم يصل جيدا لتلك الأصوات التي تترامى إلى سمعه كلمات ولم يرى القائل.. سرعان ما انتفض معتدلا ..

رج كفه وقلب الفنجان.. وترك المكان مسرعا.. متظاهرا بأنه لا علاقة له بما حدث .. دبيب أقدام خلفه وصوت يتابعه.."حضرتك نسيت تدفع حساب القهوة".. يقع على سجادة غرفة نومه انتفض قرب سريره..فرك عيناه.. ابتسم قائلا:" في الحلم كل شيء مباح ومجانا.. إذا لماذا سأدفع دون العالمين الحساب؟!!!