دين
الأوقاف تحذر من خطورة التفكك الأسري وتأثيره على المجتمع
حذّرت وزارة الأوقاف من خطورة ظاهرة التفكك الأسري، معتبرة إياها أحد أخطر التحديات الاجتماعية التي تهدد استقرار الفرد والمجتمع، لما لها من آثار نفسية وسلوكية تمتد من داخل الأسرة إلى نسيج المجتمع بأكمله.
وأكدت الوزارة عبر منصتها الإلكترونية أن الأسرة تُعد اللبنة الأولى في بناء المجتمع ومصدر السكينة والأمان، مشيرة إلى أن استقرارها القائم على المودة والرحمة يمثل أساسًا راسخًا لحماية القيم الأخلاقية وتعزيز التماسك الاجتماعي، مستشهدة بقول الله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، معتبرة أن هذا النص القرآني يرسخ فلسفة الأسرة في الإسلام باعتبارها سكنًا نفسيًا واجتماعيًا.
وأوضحت الوزارة أن التفكك الأسري يظهر من خلال اضطراب العلاقات داخل الأسرة وضعف الروابط العاطفية، سواء كان معنويًا رغم العيش تحت سقف واحد، أو ماديًا نتيجة الطلاق أو الهجر أو الغياب، مع غياب الحوار وتكرار الخلافات دون حلول، وضعف شعور الأبناء بالأمان والانتماء.
وأشارت إلى أبرز أسباب التفكك الأسري، ومنها ضعف الوازع الديني، وسوء التواصل بين الزوجين، والضغوط الاقتصادية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وانشغال الوالدين عن الأبناء، مؤكدة أن هذه الظاهرة تترك آثارًا خطيرة مثل انتشار القلق والاكتئاب، والانحراف السلوكي بين الأبناء، وتراجع التحصيل الدراسي، وارتفاع معدلات الجريمة داخل المجتمع.
وشددت وزارة الأوقاف على أن الشريعة الإسلامية أولت الأسرة اهتمامًا بالغًا، معتبرة الحفاظ على تماسكها من مقاصدها الكبرى، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، لتؤكد أن المسؤولية مشتركة بين جميع أفراد الأسرة.
وختمت الوزارة دعوتها للأسر المصرية لتعزيز ثقافة الحوار، والتمسك بالقيم الدينية، واللجوء إلى الاستشارة الأسرية عند الحاجة، مؤكدة أن الأسرة المتماسكة لا تُبنى بالصدفة، بل بالوعي والصبر والتفاهم، وأن حمايتها تمثل حماية للمجتمع بأسره.