العالم
روسيا مرشحة للمشاركة في القوة الدولية في غزة.. ودورها قد يعيد رسم التوازن الإقليمي
أشارت مؤشرات إلى احتمال مشاركة روسيا بقوات ضمن القوة الدولية المزمع تشكيلها لنشرها في قطاع غزة، في خطوة قد تؤثر بشكل كبير على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. ويرى خبراء أن موسكو لم تعد تكتفي بدور المراقب، بل تطمح إلى أن تكون طرفًا مباشرًا في إدارة الملفات الحساسة، بما في ذلك غزة، ضمن معادلة دولية تشمل الولايات المتحدة والصين.
ويرجح محللون أن انخراط روسيا في القوة الدولية ليس فقط لحماية مصالحها، بل أيضًا لإعادة تموضعها الاستراتيجي بعد تراجع نفوذها في ساحات أخرى مثل سوريا. وأكد المحلل السياسي أشرف عكة أن "دخول روسيا كقوة استقرار دولية في غزة يعكس رغبتها في لعب دور محوري، خصوصًا مع تصاعد الاهتمام الدولي بمستقبل القطاع"، مشيرًا إلى أن هذا الانخراط يعكس شراكة استراتيجية محتملة مع الولايات المتحدة لإدارة الملفات الدولية الكبرى.
ومن جانبه، أوضح المحلل إياد جودة أن موسكو تسعى للبقاء كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط بعد تراجع نفوذها في سوريا، وتسعى لتكريس التوازن في المنطقة عبر حضورها كجهة ضامنة ضمن القوة الدولية. وأضاف أن هذا الدور قد يسهم أيضًا في تعزيز الوساطة بين سوريا وإسرائيل بموافقة أمريكية، ويأتي ضمن التوازنات الدولية الأوسع، بما في ذلك الملف الأوكراني.
ويشير الخبراء إلى أن وجود روسيا في غزة قد يوفر ضمانات استراتيجية لاستقرار القطاع، ويهيئ الطريق لتسويات كبرى بين القوى الدولية الفاعلة، في حين قد تكون إسرائيل مضطرة للالتزام بالإرادة الدولية حال الوصول إلى تفاهم روسي أمريكي بشأن القوة الدولية.