دين
ما هي «طلعة رجب»؟.. الإفتاء توضح حكم توزيع الصدقات عند المقابر
تُعد «طلعة رجب» من العادات الشعبية التي يتمسك بها عدد كبير من المصريين، حيث تحظى بمكانة خاصة باعتبارها تقليدًا قديمًا ارتبط ببداية شهر رجب من كل عام هجري.
وتوافق «طلعة رجب» ثاني جمعة من شهر رجب، إذ يحرص الأهالي خلالها على زيارة المقابر والدعاء للأموات، إلى جانب توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين، سواء من المتواجدين بالمقابر أو من المساكين والمشردين الذين يحتاجون إلى الدعم والمساعدة.
حكم توزيع الصدقات في «طلعة رجب»
وفي هذا السياق، يتساءل البعض عن الحكم الشرعي لتوزيع الصدقات عند المقابر في مناسبة «طلعة رجب»، خاصة مع ارتباطها ببداية شهر هجري له مكانة دينية.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها أن الصدقة من الأعمال الصالحة المشروعة، ويجوز للإنسان أن يتصدق عن نفسه أو عن غيره من الأحياء أو الأموات، مؤكدة أن ثواب الصدقة يصل إلى الميت سواء تم التصدق عنه في شهر رجب أو في غيره من شهور السنة.
وأضافت الإفتاء أن التصدق في الأيام والأشهر المباركة، ومنها شهر رجب، قد يكون أعظم أجرًا لما لهذه الأوقات من فضل، مشيرة إلى أنه لا حرج شرعًا في توزيع الصدقات عند المقابر أو في أي مكان يتجمع فيه الفقراء والمحتاجون، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية.
آداب وضوابط شرعية
وشددت دار الإفتاء على ضرورة الالتزام بآداب زيارة القبور، ومنها عدم رفع الصوت أو القيام بتصرفات تُسيء لحرمة المكان أو للأموات، مع مراعاة الاشتراطات الصحية عند توزيع الطعام والشراب، حفاظًا على سلامة الجميع ومنعًا لانتشار الأمراض.
وأكدت أن هذه الممارسات، إذا التُزم فيها بالآداب والضوابط الشرعية، تُعد من الأعمال الطيبة التي تعود بالنفع على الميت والمجتمع في آنٍ واحد.
أسماء شهر رجب
من جهة أخرى، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن لشهر رجب مكانة خاصة، إذ يُعد أحد الأشهر الأربعة الحُرم، مصداقًا لقوله تعالى:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36].
وأشارت الإفتاء إلى أن العرب في الجاهلية كانوا يعظمون شهر رجب، فيكفون فيه عن القتال وسفك الدماء، ولذلك عُرف بعدة أسماء بلغت نحو 18 اسمًا، من بينها: شهر الله، رجب، رجب مُضر، الأصم، الأصب، الفرد، منصل الأسنة، ومطهر، وغيرها من الأسماء التي تعكس مكانته وقدسيته.
وأكدت أن هذا التعظيم استمر في الإسلام، مع توجيه المسلمين إلى اغتنام فضل هذا الشهر في الطاعات والأعمال الصالحة، وعلى رأسها الصدقة والدعاء وصلة الرحم.