واصلت وزارة البيئة خلال عام 2025 ترسيخ مكانة مصر كأحد أبرز الدول الرائدة إقليميًا ودوليًا في ملف حماية البيئة والتحول نحو التنمية المستدامة، عبر حزمة من السياسات والمبادرات التي استهدفت الاقتصاد الأخضر، وحماية التنوع البيولوجي، ومواجهة التغيرات المناخية، وتحسين إدارة المخلفات، بما يتسق مع رؤية مصر 2030.

وشهد العام تحقيق إنجازات نوعية، شملت استضافة فعاليات دولية كبرى، وتطوير منظومة المحميات الطبيعية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى جانب تطبيق مفاهيم الاقتصاد الدائري ومسؤولية المنتج الممتدة، بما يحقق توازنًا بين حماية الموارد الطبيعية ودعم النمو الاقتصادي.

ريادة مصرية في حماية البيئة البحرية

من أبرز محطات 2025 تسلّم مصر رئاسة مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية برشلونة لحماية بيئة البحر المتوسط، في خطوة أكدت ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري. وشكّل المؤتمر منصة لمناقشة التحديات البيئية للبحر المتوسط، وأسفر عن «إعلان القاهرة الوزاري» الذي شدد على الاستخدام المستدام للموارد البحرية وتعزيز التعاون الإقليمي.

تطوير المحميات الطبيعية وحماية الشعاب المرجانية

واصلت وزارة البيئة جهود تطوير المحميات الطبيعية ورفع كفاءتها، مع إعلان الحيد المرجاني العظيم بالبحر الأحمر محمية طبيعية بحرية، بما يعزز حماية الشعاب المرجانية ويكرس ريادة مصر في هذا الملف. كما سجلت المحميات إيرادات تاريخية قاربت 600 مليون جنيه، مع تطبيق آليات التمويل الذاتي وتشديد الرقابة على الأنشطة والصيد غير القانوني.

مشاركة فاعلة في مؤتمر المناخ COP30

أكدت مصر خلال مشاركتها في مؤتمر COP30 التزامها بتنفيذ اتفاق باريس، والدفاع عن قضايا الدول النامية، خاصة في إفريقيا، مع التركيز على التكيف مع آثار التغير المناخي والتمويل العادل. كما استعرضت خطط التوسع في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، واستهداف وصول الكهرباء النظيفة إلى 42% بحلول 2030.

إنهاء السحابة السوداء وتطوير إدارة المخلفات

حققت وزارة البيئة نجاحًا لافتًا في ملف السحابة السوداء من خلال إدارة متكاملة للمخلفات الزراعية، وعلى رأسها قش الأرز، بعائد اقتصادي تجاوز 1.2 مليار جنيه. وارتفعت نسبة التدوير إلى 37%، مع التوسع في المدافن الصحية ومنشآت المعالجة، بما يدعم تطبيق الاقتصاد الدائري.

حماية الحياة البحرية وبرامج الرصد العلمي

شهد العام تنفيذ أول برنامج لتتبع أسماك القرش بالأقمار الصناعية في البحر الأحمر، لترسيخ مكانة مصر كدولة رائدة في حماية التنوع البيولوجي البحري ودعم السياحة البيئية المستدامة.

«جرين شرم» نموذج للسياحة الخضراء

واصل مشروع «شرم الشيخ خضراء» تحقيق تقدم ملموس عبر التوسع في استخدام الطاقة الشمسية، وتحسين إدارة المخلفات، وإطلاق تطبيقات رقمية لرصد الحياة البحرية، وتمكين المجتمع المحلي، لتتحول المدينة إلى نموذج وطني للسياحة المستدامة.

الحياد الكربوني بالمتحف المصري الكبير

دعمت وزارة البيئة المتحف المصري الكبير للتحول إلى صرح ثقافي محايد كربونيًا، من خلال خفض الانبعاثات، وتحسين كفاءة الطاقة والمياه، وتعزيز الوعي البيئي لدى الزائرين.

حضور دولي في مكافحة التصحر

اختُتم العام بتعزيز الدور المصري في ملف مكافحة التصحر، خاصة في إفريقيا، مع تولي الدكتورة ياسمين فؤاد منصب السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بما يعكس الثقل المصري في صياغة السياسات البيئية الدولية.

وتؤكد هذه المحصلة أن عام 2025 كان عامًا محوريًا في مسار العمل البيئي المصري، حيث انتقلت الجهود من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي، لترسيخ التحول الأخضر ودعم التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي.