تقارير وتحقيقات
قرية ”برخيل” تتحول إلى لغز مشتعل.. حرائق يومية تثير الرعب وتُسقط ضحايا
تحولت قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج إلى بؤرة غامضة للحوادث، بعدما شهدت موجة حرائق متكررة اجتاحت المنازل والحظائر، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية، وسط ذهول الأهالي الذين يعيشون حالة من الذعر والحيرة.
آخر فصول الكارثة كان وفاة رجل خمسيني حاول إنقاذ مواشيه من النيران المشتعلة داخل حظيرته، لكنه لم يحتمل الدخان الكثيف، وسقط مغشيًا عليه، ليفارق الحياة في المستشفى بعد دقائق.
نار تلتهم القرية.. والأسباب مجهولة
الحرائق اليومية تسببت في نفوق عدد كبير من المواشي واحتراق منازل بالكامل، مما عمّق من قلق السكان الذين باتوا يتساءلون: هل هذه حوادث عرضية بسبب الصيف والكهرباء؟ أم أن هناك فاعلًا خفيًا يشعل النيران عمدًا؟
بين حرارة الصيف والخرافات
بينما يُرجع مختصون أسباب الحرائق إلى الحرارة المرتفعة والتوصيلات الكهربائية العشوائية في البيوت الطينية، اتجه البعض لتفسيرات غيبية، معتبرين ما يحدث بفعل "قوى خفية" أو "جن"، خاصة في ظل غياب تفسير واضح لهذه السلسلة المتتابعة من النيران.
الأزهر يحذر: لا مكان للخرافة
وفد من علماء الأزهر الشريف زار القرية لتهدئة الأهالي، مؤكدين أن الإسلام يرفض الخرافات والدجل، ويدعو للتفكير العقلاني ومواجهة الأزمات بالعلم والعمل. وقال بيان رسمي: "نزول البلاء قد يكون ابتلاءً، ويُرفع بالدعاء والعمل الصالح، لا بالتهويل والشائعات".
تحركات رسمية وتحقيقات عاجلة
من جانبها، بدأت مديرية التضامن الاجتماعي في حصر الخسائر تمهيدًا لتعويض المتضررين، فيما أصدر محافظ سوهاج توجيهاته العاجلة بتشكيل لجنة تحقيق ميدانية تضم ممثلين عن الكهرباء والتموين والإدارة المحلية لمعرفة الأسباب واتخاذ التدابير الوقائية.
وفيما لا تزال التحقيقات جارية، يطالب سكان قرية برخيل بخطط توعية ودعم فني عاجل لحماية أرواحهم وممتلكاتهم من خطر قد يتكرر في أي لحظة.