هيئة الكتاب تصدر «أمهات في المنفى» للكاتب يوسف جوهر

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية تتحدى أمريكا وتتهمها بانتهاك الحصانة الأممية مصر تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية والسورية رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد تطوير أرض صناعية بالسخنة بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وشركة التنمية الرئيسية و”تيدا مصر” بتوجيهات من رئيس الجمهورية.. وزير الخارجية يكثف الاتصالات لخفض التصعيد بالمنطقة رئيس الوزراء يتابع آليات الاستغلال الأمثل لمبنى قصر القطن بمحافظة الإسكندرية تدشين carry on سلسلة تجارية حكومية كأول علامة موحدة بالشراكة مع القطاع الخاص الرئيس السيسى يؤكد أهمية التنسيق بين أجهزة الدولة بشأن الأمن الغذائى الرئيس السيسى يعقد اجتماعا للتأكيد على توافر احتياطى استراتيجى من السلع الأساسية الجامعة العربية تطالب بتوفير الدعم العربي والدولي لضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية في فلسطين مصرف لبنان المركزي يحظر التعامل مع جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله إصابة 7 أشخاص فى حادث إنقلاب سيارة ميكروباص فى الفيوم إسرائيل تشن غارات جوية على مدينة السويداء جنوبى سوريا

فن وثقافة

هيئة الكتاب تصدر «أمهات في المنفى» للكاتب يوسف جوهر

يوسف جوهر
يوسف جوهر

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين، رواية «أمهات في المنفى» للكاتب الكبير يوسف جوهر.

ينطلق العالم السردي في رواية أمهات في المنفى من عنوانها، فالكلمة الأولى في العنوان تفتح أفق التوقع لدى القارئ إلى احتمالات منها: أنه ربما يعثر في العمل على عدد من الشخوص تؤدي كل منها وظيفة الأم، وتتنوع بناء عليها قصص النفي، وأنواعه، ولكن القارئ حين يتجاوز عتبة العنوان، يجد أن العالم السردي كله مرتبط بأم واحدة هي صفية، تقدم لنا شخصية ربما نصادفها في عالمنا الموازي عالم الواقع، إنها صفية كما يدل اسمها، أم فجعها الموت في زوجها، ولم تحقق لها الآمال ما كانت ترجوه في ابنها، وبقي لها من البنات ثلاث، إحداهن ارتحلت إلى خارج البلاد مع زوجها، والأخريان ارتحلنا إلى بيت زوجيهما، وهنا تبدأ أحداث عالم السرد، مصورة تلك التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أصابت المجتمع المصري مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي من خلال أسرة الأم صفية، وهو عالم تتصارع فيه قيم غائبة مع أخرى حاضرة، فأما القيم الغائبة؛ فهي قيم الشرف والنزاهة والتفاني في التضحية من أجل الآخرين، وهي القيم التي لم تفارق الأم "صفية" - تأمل الاسم ؛ فعلى الرغم من أن بينها هو مأواها، وحصن ذكرياتها مع من رحلوا عن الدنيا، أو من رحلن إلى بيوت أزواجهن؛ فإنها في سبيل إسعاد بنائها تجد نفسها مضطرة إلى التنازل عنه، ثم إلى فراقه، ثم إلى نفي متكرر في بيوت من استغلوا طيبتها وحبها ثم تركوها وحيدة في حجرة من حجرات بيوتهم في أول الأمر، ثم في دار المسنين في نهايته، تلك القيم النبيلة يحكم عليها بالنفي، والانزواء في بيت يجمع كثيرات وكثيرين ممن كتب عليهم النفي حين تطغى القيم المادية على القيم الإنسانية النبيلة.

واستطاع يوسف جوهر تقديم رؤيته الاجتماعية من خلال عناصر السرد الروائي، متبعا مسارا روائيا يتخذ من خط الزمن المتدفق من الماضي ماراً باللحظة الحاضرة ومتجها إلى المستقبل الذي تجد فيه كل شخصية مصيرها، وهو في هذا المسار الخطي يتجه بالسرد إلى مسارات فرعية لا تتجه نحو الوراء، بقدر ما توازي الخط الرئيسي للسرد، ولكنها تأتي مسارات كاشفة عن جنبات بعض الشخصيات التي أراد أن يصورها بكل ما تصطبغ به من قيم الانتهازية والفساد، وانعدام الشرف.

تعد الرواية علامة من علامات نضج الرواية الواقعية واكتمالها؛ فإن السارد لم يقدم لك شخوصا لا يمكنك الاهتداء إلى ما يمثلونه من شخوص واقعية يمكنك أن تراها في عالم الواقع، بل إنه يقدم للقارئ أزمات اجتماعية شبيهة بتلك الأزمات التي تراها في عالمك الواقعي، وهي أزمات متماثلة ومتكررة لتكرر أسبابها وعوامل وجودها.