العنف الرقمي يهدد حياة الشباب والفتيات.. الابتزاز الإلكتروني والانتحار أخطر مظاهره

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
رئيس الوزراء السوداني يطالب المجتمع الدولي بتصنيف ”الدعم السريع” إرهابياً بعد هجوم على بعثة أممية مظاهرة في ستوكهولم احتجاجًا على هجمات إسرائيل على المدنيين في غزة النيابة العامة تعلن فتح التقديم لوظيفة معاون نيابة لخريجي 2024 الرئيس السوري الشرع يؤكد: سوريا تدخل مرحلة جديدة لإعادة البناء والاستقرار الأكاديمية العسكرية تعلن أسماء المقبولين في الدفعة الجديدة صادرات السيارات المصرية تتجاوز مليار دولار ونمو الترخيص للمركبات الجديدة خبيرة أعصاب تكشف أسرار لغة الجسد لفهم المشاعر والتفاعل الاجتماعي عائلة سعد تحصد المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم الفرع السابع مفتي الجمهورية: الندوة الدولية الثانية للإفتاء تسعى لمواجهة الأمية الرقمية والدينية وتعزيز وعي الأمة محافظ البنك المركزي: اختيار العاصمة الجديدة لمركز التجارة الإفريقي يعكس قوة الاقتصاد المصري عبدالعاطي: تثبيت وقف إطلاق النار في غزة أولوية قصوى لضمان تدفق المساعدات وإعادة الإعمار مدبولي يتفقد مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة بتكلفة 2.175 مليار جنيه

تقارير وتحقيقات

العنف الرقمي يهدد حياة الشباب والفتيات.. الابتزاز الإلكتروني والانتحار أخطر مظاهره

العنف الرقمي
العنف الرقمي

في السنوات الأخيرة، توسعت ظاهرة العنف الرقمي بشكل مقلق، خاصة مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي بين الفئات الشابة. العالم الافتراضي الذي يفترض أن يكون مساحة للتواصل والتعبير، أصبح لدى البعض ساحة للتهديد والابتزاز والتنمّر، ما يترك آثارًا نفسية عميقة على الضحايا، وصلت ببعضهم إلى اتخاذ قرار الانتحار خوفًا من الفضيحة أو الهجوم المستمر. وتبرز الفتيات كأكثر الفئات استهدافًا، نظرًا للهشاشة الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالسمعة والخصوصية، ما يحوّل أي تهديد رقمي إلى سلاح نفسي مميت.

تتعدد أشكال العنف الرقمي، ويأتي الابتزاز الإلكتروني في المقدمة باعتباره الأكثر شيوعًا وتأثيرًا على الضحايا. فقد شهدت المجتمعات العربية ارتفاعًا في حالات ابتزاز الفتيات بصور أو مقاطع شخصية، سواء كانت بالتعاون الطوعي أو بالطرق الاحتيالية، مما يخلق ضغطًا نفسيًا خانقًا، إذ تجد الضحية نفسها بين الخوف من الفضيحة ورغبتها في حماية نفسها وأسرتها، وقد يدفعها ذلك لاتخاذ قرارات مأساوية.

كما يشكل التنمّر الرقمي عاملًا رئيسيًا في دفع الضحايا نحو الانتحار، إذ تؤدي التعليقات المسيئة، وإعادة نشر الصور، والاستهزاء المتكرر، إلى تدمير ثقة الضحية بنفسها وزيادة شعورها بالعزلة. وفي الفضاء الرقمي، تتضاعف آثار الإساءة بسبب سرعة انتشار المحتوى وصعوبة السيطرة عليه، مما يجعل الضحية تشعر بأن الهجوم لا يتوقف وأن العالم يراقبها، ومع غياب بيئة داعمة، يصبح الضغط النفسي عبئًا لا يُحتمل.

الفئات الشابة هي الأكثر عرضة لهذه المخاطر، ليس فقط لكثرة استخدامهم للتكنولوجيا، بل أيضًا لكونهم في مرحلة نفسية واجتماعية حساسة تجعلهم أقل قدرة على مواجهة الأزمات. وتزداد الأمور سوءًا حين تُشارك صور أو مقاطع مهينة عبر الإنترنت، إذ تتحول هذه المواد إلى مصدر ضغط دائم يلاحق الضحية في كل لحظة.

وفي ظل غياب الدعم السريع والفعال من الأسرة أو المدرسة أو الجهات المختصة، يتفاقم الخطر، ويشعر الضحايا بأن الانتحار هو السبيل الوحيد للهروب من دائرة الخوف والابتزاز. الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لوضع آليات استجابة فورية تشمل الدعم النفسي، التوعية المجتمعية، وتشديد العقوبات على مرتكبي العنف الرقمي.

مواجهة هذه الظاهرة تتطلب وعيًا مجتمعيًا شاملًا لحماية الضحايا، خصوصًا الفتيات، وتوفير بيئة آمنة تضمن الخصوصية، إلى جانب تعزيز ثقافة الإبلاغ وعدم الاستسلام للابتزاز، وتفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في نشر الوعي بمخاطر العنف الرقمي وسبل التعامل معه. حياة الضحايا ليست مجرد أرقام، بل قصص مؤلمة كان من الممكن أن تنتهي بشكل مختلف مع الدعم والاحتواء في الوقت المناسب.