العالم
وزير خارجية تشاد: تعاوننا مع مصر يجسد طموحًا إفريقيًا جديدًا ويؤسس لشراكة اقتصادية عميقة
أكد وزير الخارجية التشادي عبدالله صابر فضل أن التعاون بين مصر وتشاد أصبح يمثل رمزًا لطموح إفريقي جديد يقوم على تعميق التجارة البينية وتعزيز التواصل بين الشعبين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين دخلت مرحلة استراتيجية جديدة بدعم مباشر من قيادتيهما.
وقال فضل، في مقابلة مع قناة القاهرة الإخبارية اليوم الثلاثاء، إن اللجنة العليا المشتركة المصرية التشادية التي عقدت اجتماعاتها هذا الأسبوع بالقاهرة تُعد الثالثة فقط بين البلدين، موضحًا أن الجولة السابقة كانت منذ 15 عامًا. وأضاف أن انعقادها الحالي جاء تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية التي أعقبت القمة التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الانتقالي التشادي في أكتوبر 2024، مؤكداً أن هذا الزخم السياسي يعكس جدية البلدين في إطلاق مسار تعاون شامل.
وأوضح وزير الخارجية التشادي أن الاجتماعات الأخيرة سمحت بإجراء تقييم دقيق لمسار العلاقات، والاتفاق على مشروعات جديدة توسّع نطاق التعاون الاقتصادي، مشيرًا إلى أن تشاد تسعى إلى الاستفادة من الخبرات المصرية الواسعة في مجالات متعددة، إلى جانب تحويل الشراكة التقليدية إلى تعاون اقتصادي ملموس يخدم تطلعات الشعبين. وأكد أن البلدين يمتلكان مزايا جيوستراتيجية متكاملة؛ فبينما تطل مصر على البحرين المتوسط والأحمر، تقع تشاد في قلب إفريقيا كحلقة وصل بين شمال القارة وجنوبها، وهو ما يعزز فرص إقامة ممرات تجارية وتنموية كبرى.
وكشف فضل عن مشروعات عابرة للحدود يجري دفعها حاليًا، من بينها مشروع الممر البري من القاهرة إلى نيامي مرورًا بليبيا، إضافة إلى استكمال مشروع الربط بالألياف الضوئية بين تشاد ومصر، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تأتي انسجامًا مع رؤية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتسهم في تحقيق الاندماج الاقتصادي. وأضاف: "نريد أن يكون التعاون مع مصر نموذجًا لطموح إفريقي جديد يعمق التجارة البينية ويقرب بين الشعبين".
وأشار وزير الخارجية التشادي إلى أن الاجتماعات الأخيرة شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات، من بينها مشروع اتفاقية للاستثمار تهدف إلى تعزيز حضور الشركات المصرية في السوق التشادي، خصوصًا في قطاعات البنية التحتية، والزراعة، والطاقة، والتعليم. كما لفت إلى أن هناك قرارات واضحة لتسهيل التبادل التجاري وتشجيع المستثمرين المصريين، كاشفًا عن استعداد بلاده لتزويد السوق المصرية بالماشية ضمن منظومة تجارية منضبطة ومستدامة.
وفي ملف الأمن الإقليمي، أكد فضل أن تهديدات مثل الجريمة عبر الحدود وتغير المناخ تتطلب تعاونًا دوليًا وثيقًا، وأن هناك بالفعل إطارًا نشطًا للتعاون الأمني والعسكري بين مصر وتشاد يشمل تبادل المعلومات وتدريب العسكريين والشرطيين التشاديين داخل المعاهد المصرية المتخصصة.
وعن الأزمة السودانية، شدد على أن مصر وتشاد تتحملان العبء الأكبر للأزمة باعتبارهما أبرز الدول المستقبلة للاجئين، الأمر الذي يفرض أعباء أمنية واقتصادية وبيئية كبيرة. وقال: "نحن أول ضحايا هذه الأزمة، ومقتنعون بأن الحل لن يأتي من الحرب، بل من الحوار ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة"، مؤكداً أن مواقف البلدين تجاه السودان متطابقة تمامًا وأنهما ملتزمان باستمرار العمل المشترك لدعم الشعب السوداني والتوصل إلى حل مستدام للأزمة.