الخطاب الديني حاضر بقوة عقلانية ممنهجة في جهود جامعة القاهرة في حصاد 2023

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
عائض القرني يفند أخطاء جماعة الاخوان المسلمين فى 100 عام اغتيال ام فهد.. حقيقة القبض على قاتل البلوجر العراقية ”المهرة” تحركات عاجلة للسلطات السعودية بشأن موسم الحج 5 ألوان ملابس تترك انطباعًا جيدًا في أول مقابلة رسميًّا.. تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية إلى فرنسا عوامل تزيد من إصابة بعض الأشخاص بجفاف العين الديوان الملكي السعودي يعلن موعد صلاة الجنازة على الأمير منصور بن بدر آل سعود أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 ابريل 2024 اسعار صرف العملات العربية والأجنبية مقابل الجنيه المصري انخفاض جديد فى اسعار الذهب بالأسواق المصرية اليوم وزير الدولة للإنتاج الحربي يتابع موقف موازنة الشركات وتعميق التصنيع المحلي وزير الري يتفقد ترعة الشوربجي ومصرف تلا وعددًا من المشروعات بالغربية

دين

الخطاب الديني حاضر بقوة عقلانية ممنهجة في جهود جامعة القاهرة في حصاد 2023

جامعة القاهرة
جامعة القاهرة

تلقى الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، تقريرًا عن حصاد جهود الجامعة لعام 2023 في تأسيس خطاب ديني جديد، تفعيلاً للمبدأ الخامس من وثيقة التنوير الصادرة عام 2017، والذي ينص على ضرورة تأسيس تيار عقلاني عربي يقاوم الإرهاب ويفكك الفكر المتطرف، ويرفض التشدد والتعصب والرجعية وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، باعتبار الجامعة واحدة من المؤسسات العقلانية التي يقع عليها دور كبير في مشروع بناء الإنسان الحديث.

وكشف التقرير، مواصلة جامعة القاهرة خلال عام 2023 جهودها في تأسيس خطاب ديني جديد والعودة إلى المنابع الصافية، من خلال تطوير علوم الدين، وتفعيل دورها الفكري على المستوى المحلي والعالمي، حيث حاضر الدكتور محمد الخشت نحو 600 إمام وخطيب من وزارة الأوقاف حول تجديد الخطاب الديني، في إطار تدريب الأئمة والواعظات بجامعة القاهرة لتنمية قدراتهم العلمية والدينية في جميع المجالات من خلال الاستعانة بخبرات وكفاءات الجامعة من أعضاء هيئة التدريس المتميزين في جميع المجالات التي يتضمنها بروتوكول التعاون.

وترأس الدكتور محمد الخشت، جلسة "الحرية في المنظور الإسلامي" في مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية، بحضور كبار رؤساء هيئات ومجالس الإفتاء من جميع أنحاء العالم ورؤساء الجامعات الإسلامية، وطرح خلال مشاركته رؤية فكرية عقلانية تكشف الجوانب المضيئة للإسلام فى نظرته إلى الحرية، مؤكدًا أن الإسلام يقدس الحرية ويميز بين مجالها العام ومجالها الخاص ويقرر أنه لا حرية بدون الالتزام بالقانون، كما أوضح أن الفهم الصحيح والقراءة الواعية للعقيدة يكشف أن الإسلام بنقائه وصفائه يكفل حرية التفكير والبحث العلمي والابتكار وما تطرحه من رهانات للمستقبل لمواجهة المشاكل الحياتية ودعم مشروعات التنمية.

وكرم الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس هيئة علماء المسلمين ورئيس رابطة العالم الاسلامي ، الدكتور محمد الخشت خلال فعاليات المؤتمر، تقديرا لدوره الكبير فى تجديد الخطاب الديني ومشروعه الفكري لتطوير علوم الدين. واجتمع الدكتور العيسى والدكتور الخشت، لمناقشة سبل تجديد الخطاب الديني، وموقف الخطاب الديني من قضية الحريات وضوابطها القانونية والدولية، وإعادة تأويل موقف الشريعة من قضايا عديدة في ضوء إعادة قراءة النصوص والتمييز بين المقدس والبشري

وألقى الدكتور محمد الخشت، في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، محاضرة كاشفة لرؤى فكرية معاصرة حول بناء الدولة الوطنية وارتباطها بتأسيس خطاب دينى جديد، بحضور نخبة من كبار الأكاديميين والمثقفين الإماراتيين، وبعض رؤساء الجامعات الإماراتية.

كما وقعت جامعة القاهرة ممثلة في كلية الدراسات الأفريقية العليا بالجامعة مع وزارة الأوقاف بروتوكول تعاون للإعداد والتدريب الجيد للأئمة الموفدين إلى أفريقيا وتطوير العقل الديني ونشر الفكر الإسلامي المستنير.

واستضافت جامعة القاهرة، المحاضرة التذكارية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة كبار علماء المسلمين، حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"، ومنح الشيخ العيسى"النخلة الذهبية" رمز المملكة للأستاذ الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، تقديراً لدوره البارز في تجديد الخطاب الديني و الفكر الإسلامي. وتمنحها الرابطة لكبار الشخصيات العالمية. وسبق منحها للملك تشارلز ملك بريطانيا.

كما نظمت الجامعة ندوة فكرية مشتركة للدكتور محمد الخشت والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية حول "الوسطية الجديدة والخطاب الديني"

وتناول التقرير، إطلاق رئيس الجامعة مشروع جديد لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية، تتعلق مجالاته بالقضايا القومية، ومعالجة التحديات التي تواجه المجتمع المصري، وتطوير الدراسات الإسلامية والأدبيّة وتأسيس خطاب ديني جديد ، كإحدى مبادرات ومشاريع الخطة الاستراتيجية للجامعة على طريق العالمية وسد الفجوة المعرفية والتي تتضمن تشجيع البحوث المبتكرة في جميع التخصصات العلمية والتطبيقية والإنسانية، حيث يغطي المشروع مجالات علمية مختلفة من بينها الفكر العربي والإسلامي، وفلسفة الدين، وعلوم اللغة والأدب، وعلم الدين المقارن وعلم الاجتماع، ويتناول المشروع عددا من ملفات التحديات القومية وهي تطوير الخطاب الديني، وتطوير الفكر العربي والإسلامي، وآليات تنفيذية لاستئناف عملية النهضة، وآليات جديدة للوحدة العربية، وسيناريوهات مستقبل النظام العالمي وطرق التعامل معها، والحياة الكريمة وتطوير العشوائيات، والأزمات الاقتصادية العالمية وتأثيرها، والصراعات الدولية وتأثيرها، وملفات أخرى متعددة.

كما استعرض التقرير العديد من مشروعات جامعة القاهرة الثقافية ذات العلاقة بتطوير التفكير الديني وعلوم الدين، في السنوات الماضية، ويأتي في مقدمتها مشروع تطوير العقل من خلال إعادة بناء الوجدان، وتنمية الوعي الوطني، ومشروع تطوير اللغة العربية وتأسيس مفوضية اللغة العربية، وتأسيس مجلس الثقافة والتنوير الذي ضم نخبة من قادة الرأي والمفكرين، وإطلاق وثيقة التنوير بـ17 لغة، والتي تُحدد المبادئ التي تحكم الجامعة، وتؤكد أن النظرة العقلانية المستقبلية هي الحاكمة لمسيرتها

كما أشار التقرير إلى إقامة جامعة القاهرة معسكر قادة المستقبل بهدف تطوير العقل المصري، والذي يتضمن لقاءات مع قادة الجامعة وكبار العلماء والأدباء، ومجموعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لتطوير الوعي الوطني في علاقته بتطوير الوعي الديني.

وتناول التقرير إطلاق الجامعة العديد من المبادرات والأنشطة الثقافية والفكرية، مثل إطلاق مبادرة أخلاق التقدم، وأكبر مبادرة لتوزيع الكتابات والمطبوعات الفكرية التنويرية مجانا لرفع الوعي القومي، و"مكتبة ثقافية بكل غرفة بالمدن الجامعية" لنشر ثقافة القراءة.

وقد تواصلت جهود رئيس الجامعة في تأسيس خطاب ديني جديد على صفحات المجلات والصحف؛ حيث تناول العديد من القضايا والموضوعات والملفات، ومن هذه الملفات: الاقتصاد بين الخطاب الديني القديم والخطاب الديني الجديد، والاقتصاد الريعي والاقتصاد الإنتاجي، و استعادة روح الإسلام المنسي في ضوء فهم مقاصدي حديث لنصوص الوحي، وتفسير الكتاب بالكتاب، وليس طبقا لثقافة رعوية وريعية قديمة، ومحاولة استعادة العناصر الحية ضمن منظومة جديدة، ومحاولة فتح طريق ومسار جديد أمام العقل المفتوح المتواري في التراث، في مواجهة العقل المغلق المتغلب على التراث بعد عصور الازدهار الأولى. واكد ان التجديد ليس خلقا من عدم، والقطيعة الإبستمولوجية (المعرفية) هي قطيعة مع العناصر الميتة والأسطورية والأفكار المتزامنة مع ظروف اقتصادية واجتماعية خاصة ومؤقتة، وليست قطيعة مع العناصر الحية في التراث. بإلإضافة الى تأويله الجديد لسورة الكهف عبر سلسلة مقالات منها: لسورة الكهف معان أخرى، والتراث والعلم اللدني، والعلم اللدني والتسويغ العقلي، والحكمة الأرضية، والحكم الرشيد كذروة لسورة الكهف، ويأجوج ومأجوج بين الإرهاب والاستعمار.

وأيضًا من خلال بعض الحوارات التي أقامتها معه الدوريات والمجلات والصحف والإذاعات المصرية والعربية والمواقع الإلكترونية.

وقال الدكتور محمد الخشت، إن الجامعة تعمل حاليًا على إنشاء كرسي لتطوير علوم الدين، مؤكداً أن الجامعة تجاوزت مسألة تصحيح الخطاب المتطرف إلى محاولات متعددة لصياغة وتأسيس خطاب ديني جديد ينشر ظلاله على المجتمعات العربية والإسلامية ويلبي مطالب العصر في مواجهة الأفكار الظلامية ومحاولات إفساد حياة البشر وتشويه دينهم بما هو منه براء، مشيرا إلى أن الربط بين الدين والتنمية المستدامة وإعمار الكون وسعادة الإنسان مطلب ملح وحاسم في حتمية التجديد الهادف إلى ترسيخ واقع الدين بما يتضمنه من الصفح والتسامح والتيسير وقبول الآخر وإعلاء قيم المواطنة والتصالح والسلام النفسي والتعايش بين كل شعوب الأرض.

وأوضح الدكتور الخشت أن الفكر الدينى العقلاني يقوم بالتركيز على صورة الإسلام المنسى في مرحلة النشأة والنقاء وصفاء الفكر وسلامة العقيدة، وإعمال العقل النقدي من خلال تطويره وتحديث آلياته على مستوى التنظير والتطبيق، وتحرير ملكة الشعور والوجدان الإنسانى، وتهذيب عمل الطاقات الغريزية للبشر.

وأشار الدكتور الخشت، إلى أن جامعة القاهرة حرصت على تجارب التجديد بصور عملية من خلال شراكات واتفاقيات مع مؤسسات مرموقة وتبادل الخبرات والتجارب، والمشروعات البحثية المشتركة، وكذلك الدرجات العلمية الهادفة إلى تلاقح الأفكار، ونقل التجارب بما يثرى التجارب العريقة للجامعة الرائدة، كما حرصت الجامعة على ربط الإصلاح في كل صور الخطاب الدينى والشبابى والتربوى والإعلامى والتثقيفى بخطط التنمية ومشروعات التقدم الاقتصادى، تنعكس آثارها إيجابًا على المواطن في تفعيل قيم التقدم من العلم والعمل وتحمل المسؤولية، والاعتماد على الذات ودعم المبادرات الوطنية.

وأكد الدكتور الخشت أن الجامعة اقامت دورات عديدة لتدريب الأئمة والواعظات لاستعادة عطاء عصور الإبداع الفكرى في الحضارة العربية الإسلامية التي أخذت بكل القيم الدافعة للتقدم، حيث أكد للأئمة أهمية توسيع دوائر الإدراك الدعوى وإبراز صورة الإسلام الوسطى من خلال الفكر المتفتح المستنير.

جدير بالذكر أن جامعة القاهرة أطلقت مقررى التفكير النقدى وريادة الأعمال ومشروع تطوير العقل المصرى وبناء الإنسان العصرى، ومساندة صور الابتكار والتجديد التي تجلت منها صور فاعلة في معسكر قادة المستقبل في نسخه السبع على مدار السنوات الماضية بكل ما شهده من حوارات ولقاءات مع كبار المثقفين والأدباء والمفكرين والإعلاميين في قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، كما نهضت الجامعة بدور مماثل مع الدعاة والواعظات بناء على اتفاقية الجامعة مع وزارة الأوقاف حول تدريب الدعاة من خلال الندوات وورش العمل في تجديد الخطاب الديني و علم الاجتماع وعلم النفس والإعلام وسبل التواصل مع الجمهور من البسطاء في سياق خطاب دينى عصرى متجدد.