دكتورة نادية مصطفى تكتب: أمريكا وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية !!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الشباب والرياضة تنظم معرضًا للمشغولات الفنية واليدوية بمشاركة عضوات أندية الفتاة بمحافظة الشرقية وزير الرياضة يُشيد بجهود منظومة الشكاوى الحكومية وتحقيق نسبة إنجاز 99.20% الشباب والرياضة تعلن شروط الإشتراك في مجال الشعر ”الفصحى - العامية” ضمن مهرجان إبداع في الموسم الثالث عشر وزير الثقافة يتفقد مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا ويشيد بأداء فصل التدريب على آلة القانون وزارة الثقافة تحتفى اليوم بعيد الأوبرا الـ ٣٦ بعروضًا مبهرة في احتفالية كبرى وزير العمل يعلن ضم أول قائمة بيانات لعمال تراحيل إلى منظومة العمالة غير المنتظمة وزير الإسكان يلتقي مسئولي شركات المقاولات لمتابعة سير العمل بمشروعات المدن الجديدة وزير المالية: بناء نظام ضريبي متوازن وداعم بقوة لمجتمع الأعمال والاستثمار ومحفز للنمو الاقتصادي وزير الصحة: التوعية بالتبرع بالأعضاء ركيزة أساسية لتعزيز الرعاية الصحية وضمان إرث الأمل للأجيال القادمة الزراعة: تقاوى القمح المعتمدة تكفي المساحة المستهدفة وتم توزيعها على المنافذ في جميع المحافظات القومي للطفولة والأمومة يطلق مبادرة ”صاحبوهم تكسبوهم” لدعم الأهالي في تنشئة الأطفال والمراهقين وزير الاستثمار يلتقي السفير الياباني وممثلي شركة يازاكي لاستعراض تطورات إنشاء مصنع إنتاج الضفائر الكهربائية بالفيوم

مقالات

دكتورة نادية مصطفى تكتب: أمريكا وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية !!

الدكتورة - نادية مصطفى
الدكتورة - نادية مصطفى

أعتقد، وهذا رأيي ، أن الأمريكيين وشركائهم ، أو بالأحرى تابعيهم في الناتو والاتحاد الأوروبي ، بتهورهم الزائد وباندفاعهم غير المحسوب العواقب والمضاعفات في مسار التطرف في توقيع العقوبات الاقتصادية ضد روسيا وتعنيفها بهذه الصورة غير المسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة ، فإنهم سوف يصلون بالأزمة الأوكرانية، وبتداعياتها الاقتصادية والسياسية والأمنية العالمية المرعبة إلي النقطة التي سوف يستحيل معها حلها سلميا ، فلا روسيا سوف تنحني أمام تلك العقوبات مع وقوف ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم ، وهي الصين شريكها الاستراتيجي الأول، إلي جانبها بكل وسائل الدعم والمساندة التي يفرضها هذا الموقف عليها ، ولا الأمريكيون والأوروبيون سوف يتراجعون عما بدؤوه وشرعوا في تنفيذه متصورين انه سيحقق لهم ما عقدوا العزم عليه وخططوا له.

عودة لأقول: أنهم بما يفعلونه، وما سيفعلونه، ولا يكفون عن الإعلان عنه والتهديد به، سوف يسدون الطريق في وجه كل الحلول الدبلوماسية التوافقية ، ويغلقوا كل قنوات الحوار العاقل والمسئول بين الجانبين في مناخ يسوده التوتر والعداء وانعدام الثقة في النوايا والدوافع والأهداف.

وكما رددت وأكدت مرارا، فان التحدث الي الجانب الآخر في هذه الأزمة الخطيرة بلغة الاملاءات من مركز القوة، وبروح التجبر والاستعلاء ، لن تجدي نفعا مع قوة عالمية كبيرة كروسيا ، وإنما ستزيد الأمور تعقيدا ، وسوف تدفع الأزمة علي طريق التصعيد وليس باتجاه التهدئة والتسوية والحل.. وبالتالي، فان انسداد الأفق السياسي في إدارة الأزمة الأوكرانية والتمادي في تطبيق العقوبات الاقتصادية ضد قطب نووي كبير في النظام الدولي، والسعي الي مقاطعته وعزله بقطع روابط العالم معه، لا يمكن أن يكون الطريق نحو إيجاد حل دبلوماسي مقبول لهذا الصراع، وإنما قد يكون المقدمة نحو تعريض العالم برمته لكوارث ومصائب وإخطار لا حدود ولا نهاية لها، وهذا ما لا يخالجني شك في أننا سنكون مقبلين عليه اذا لم تتدارك العالم معجزة في اللحظة الأخيرة..

يبقي القول ان كل ما فعله الرئيس الأمريكي الفاشل بايدن هو وتابعيه الاَوروبيين من المنقادين وراءه ، هو انهم ورطوا أوكرانيا في حرب غير متكافئة مع روسيا بوعود دعم عسكري كاذبة قدموها لها دون أن يكونوا مستعدين لتوفير الحماية الضرورية لها ، ناهيك عن الدخول في حرب نووية ضد روسيا من اجلها ، وكانت النتيجة هي أن أوكرانيا كانت هي من دفعت الثمن وحدها بينما ابتعدوا هم عنها واكتفوا بإشهار سلاح العقوبات بعد أن ضاعت أوكرانيا منهم او بعد ان أضاعوها بهذه الوعود الفارغة والمزايدات الكلامية والتصريحات الرنانة التي لم يكونوا في مستواها او قادرين عليها .

كما انهم بتدميرهم لهذا البلد بسوء تصرفهم، وبرهاناتهم الخاسرة، فقد حرموا العالم من اكبر سلة لانتاج القمح في العالم، وهو السلعة الغذائية الإستراتيجية الأولي التي اعتادت أوكرانيا توفيرها لعدد كبير من دول العالم كانت دولة كمصر في طليعتها ، وكذلك من كثير من السلع الصناعية والخامات المعدنية التي كان لأوكرانيا إسهام بارز في إنتاجها وتوفيرها للعالم، وكل هذا قد انتهي الآن بعد أن دخلت أوكرانيا أو بعد أن ادخلها من توهمت أنهم حلفاؤها في هذا النفق المظلم الذي كلفها وجودها كدولة مستقلة وآمنة...

الكارثة هائلة ، والمخاطر فظيعة ، والتحديات قاتلة، وإرادة الحل مفقودة، والرؤية السياسية الصحيحة للموقف غائبة ، والعناد هو سيد الموقف ، والعالم علي شفا زلزال مدمر قد يكون هو الأسوأ والأشد خطرا في تاريخ العلاقات الدولية علي الإطلاق...