بعد أن أعلنت إثيوبيا اليوم عن البدء في ملء خزانات سد النهضة وبعد استمرت في المراوغة والمماطلة لمدة عشر سنوات, أنها فعلياً بدأت مرحله الملئ دون التوصل لاتفاق يحفظ حقوق الشعب المصري والسوداني من المياه, والواضح من الموقف الإثيوبي أن هناك من يدفعها الي هذا الموقف والتصرف الغريب .

لأن كل الحسابات العقلية تؤكد أن أي نزال عسكري محسوم لصالح مصر مهما تكلف الأمر, ولكن هل القاهره ستلجأ الي هذا الخيار وهو من الواضح أنه ضد سياسات القاهرة ؟ فالقاهرة تفضل في كل معاركها السابقة والحالية الحلول الودية والتفاوض, وهذا معلن وواضح للجميع أن مصر تحاول جاهده عدم الدخول في صراعات مسلحة, لان حرب التنمية والتطوير أهم وأشرف لدي القيادة السياسية, فهم لا يريدون إرهاق الاقتصاد المصري وهو في فترة التعافي, بحروب خارجية .

إذا وماذا بعد ؟ فقد نفذت كل سبل التوصل لاتفاق مع الجانب الاثيوبي, بعد أن طرقت القاهرة كل الأبواب من تفاوض مباشر الي الوساطة الأمريكية, ثم الأفريقية ثم مجلس الأمن, وكل هذا لم يؤدي أي نتائج ملموسة من الجانب الإثيوبي, إذن هل تضحي القاهرة بمعركة التنمية وتدخل في صراع مسلح من أجل الماء مع الجانب الاثيوبي ؟ وهل ضرب السد من القاهرة سيعرضها الي عقوبات اقتصادية من قبل الشركات العالمية المساهمة في تمويل السد ؟ وهل فعلا كما يقول البعض أن السد به عيوب والحكومة الاثيوبي تريد فعليا أن تضرب مصر السد لدفع فاتورة الهدم والبناء من جانب الحكومة المصرية ؟

كل هذه الأسئلة مطروحة والوحيد الذي يستطيع الإجابة عليها هي الأيام القليلة القادمة .