تقارير وتحقيقات
انفجار بركان هايلي غوبي في إثيوبيا لأول مرة منذ 12 ألف عام.. وسحابة رماد تعبر اليمن وعُمان والهند والصين
شهدت منطقة عفار شمال إثيوبيا حدثًا جيولوجيًا نادرًا، حيث انفجر بركان هايلي غوبي للمرة الأولى منذ ما يقرب من 12 ألف سنة، مطلقًا عمودًا هائلًا من الرماد وصل إلى ارتفاع 14 كيلومترًا داخل الغلاف الجوي. وقد دفع هذا الثوران غير المسبوق وكالات الأرصاد الجوية في عدة دول إلى رفع مستوى التأهب، بعد أن حملت الرياح الشديدة الرماد لمسافات طويلة عبر القارات.
كيف انتشر الرماد عبر الدول؟
انطلق عمود الرماد صباح الأحد مع رياح عليا تراوحت سرعتها بين 100 و120 كم/ساعة، لينتقل فوق البحر الأحمر باتجاه اليمن، ثم إلى سلطنة عُمان، قبل أن يعبر الخليج العربي ويصل إلى الهند، وفقًا لموقع Indiametsky.
وبحلول مساء الاثنين، انحرفت السحابة نحو الصين وبدأت تدريجيًا في التشتت، بينما أكدت إدارة الأرصاد الجوية الهندية أن الرماد بقي في الطبقات العليا فقط دون امتزاجه بتلوث سطح الأرض، ما يجعل تأثيره محدودًا على جودة الهواء.
مستوى الخطورة على الصحة
تشير الشبكة الدولية لمخاطر الصحة البركانية (IVHHN) إلى أن خطر الرماد البركاني يظهر بشكل رئيسي عند وصوله إلى مستويات قريبة من الأرض، حيث يمكن أن يتسبب في:
-
مشاكل تنفسية
-
تهيج الجلد والعينين
-
ضعف الرؤية
لكن حتى الآن، لا توجد أي مؤشرات على تهديد مباشر للسكان، إذ بقيت السحابة على ارتفاعات شاهقة.
خطوات وقائية
أوصت المؤسسات العلمية العالمية بالآتي:
-
البقاء في المنازل وإغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام.
-
استخدام أقنعة الغبار، وارتداء قناع قماشي عند عدم توفر بديل.
-
تجنب التعرض للرماد بالنسبة لمرضى الربو وأمراض الشعب الهوائية.
-
غسل الخضروات جيدًا وتصفية مياه الأمطار.
-
إبقاء الأطفال داخل المنازل وتجنب الأنشطة الشاقة.
لماذا كان هذا الانفجار مفاجئًا؟
يقع بركان هايلي غوبي داخل صدع عفار، أحد أكثر المناطق تكتونية نشاطًا في العالم، حيث تتباعد ثلاث صفائح تكتونية:
-
الإفريقية
-
الصومالية
-
العربية
ويرجح العلماء أن الصهارة كانت تتراكم تحت البركان منذ سنوات دون أن تتمكن من اختراق السطح بسبب انغلاق القشرة الصخرية. ومع تدفق صهارة جديدة وارتفاع الضغط والغازات المذابة، حدث الانفجار بشكل مفاجئ وبقوة كبيرة.
البروفيسور سيمون كارن، المتخصص في علم البراكين، أكد عبر صور الأقمار الصناعية انبعاث كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، وهو مؤشر رئيسي على الثوران الانفجاري. كما أصدر مركز تولوز الاستشاري للرماد البركاني (VAAC) تحذيرات للملاحة الجوية.
لماذا انتقل الرماد لمسافات شاسعة؟
وصل العمود البركاني إلى ارتفاعات بين 10 و15 كم، وهي طبقة تتأثر مباشرة بالتيار النفاث الذي يدفع الجسيمات إلى مسافات هائلة دون أن تهبط سريعًا.
وقد مرّت السحابة فوق:
-
اليمن
-
عُمان
-
الخليج العربي
-
غرب الهند (جوجارات – راجستان)
-
وصولًا إلى الصين
مع بقاء أثر خفيف لغاز SO₂ على ارتفاع نحو 40 ألف قدم فقط.