العنف الرقمي يهدد حياة الشباب والفتيات.. الابتزاز الإلكتروني والانتحار أخطر مظاهره

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
لمدة 6 أشهر.. التنمية المحلية تخفض رسوم ترخيص المحال العامة بنسبة تصل لـ50% الأكاديمية العسكرية تعلن نتائج القبول وترسل الرسائل النصية للطلاب المقبولين منتخب مصر يبدأ تدريباته استعدادًا لمواجهة نيجيريا وديا قبل أمم أفريقيا 2025 شيكابالا يوجه رسالة دعم لنادي الزمالك: ”نحتاج إلى المساندة لا الشكوى” ليبيا تعيد افتتاح المتحف الوطني ”السراي الحمراء” بطرابلس بعد 14 عامًا وزير الخارجية المصري يلتقي نظيره البلجيكي لمناقشة التعاون الاقتصادي والهجرة وتطورات غزة محامي شيرين عبد الوهاب ينفي شائعات منع زيارة بناتها واعتزالها: ”تحروا الدقة” مونوريل القاهرة: أول نظام حضري متكامل في الشرق الأوسط وأفريقيا لتعزيز النقل الذكي المادة 4 من قانون الإيجار القديم تحدد القيم الإيجارية وفقًا لتصنيف المناطق لضبط السوق العقاري بداية فترة الصمت الانتخابي استعدادًا لجولة الإعادة في المرحلة الثانية لمجلس النواب 2025 التموين: الاحتياطي الاستراتيجي من زيت الطعام يكفي 5.6 شهر وتوافره مستمر في الأسواق لعدم سداد الرسوم.. حملة مكبرة على الأكشاك المخالفة بحي الأزبكية بالقاهرة

تقارير وتحقيقات

العنف الرقمي يهدد حياة الشباب والفتيات.. الابتزاز الإلكتروني والانتحار أخطر مظاهره

العنف الرقمي
العنف الرقمي

في السنوات الأخيرة، توسعت ظاهرة العنف الرقمي بشكل مقلق، خاصة مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي بين الفئات الشابة. العالم الافتراضي الذي يفترض أن يكون مساحة للتواصل والتعبير، أصبح لدى البعض ساحة للتهديد والابتزاز والتنمّر، ما يترك آثارًا نفسية عميقة على الضحايا، وصلت ببعضهم إلى اتخاذ قرار الانتحار خوفًا من الفضيحة أو الهجوم المستمر. وتبرز الفتيات كأكثر الفئات استهدافًا، نظرًا للهشاشة الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالسمعة والخصوصية، ما يحوّل أي تهديد رقمي إلى سلاح نفسي مميت.

تتعدد أشكال العنف الرقمي، ويأتي الابتزاز الإلكتروني في المقدمة باعتباره الأكثر شيوعًا وتأثيرًا على الضحايا. فقد شهدت المجتمعات العربية ارتفاعًا في حالات ابتزاز الفتيات بصور أو مقاطع شخصية، سواء كانت بالتعاون الطوعي أو بالطرق الاحتيالية، مما يخلق ضغطًا نفسيًا خانقًا، إذ تجد الضحية نفسها بين الخوف من الفضيحة ورغبتها في حماية نفسها وأسرتها، وقد يدفعها ذلك لاتخاذ قرارات مأساوية.

كما يشكل التنمّر الرقمي عاملًا رئيسيًا في دفع الضحايا نحو الانتحار، إذ تؤدي التعليقات المسيئة، وإعادة نشر الصور، والاستهزاء المتكرر، إلى تدمير ثقة الضحية بنفسها وزيادة شعورها بالعزلة. وفي الفضاء الرقمي، تتضاعف آثار الإساءة بسبب سرعة انتشار المحتوى وصعوبة السيطرة عليه، مما يجعل الضحية تشعر بأن الهجوم لا يتوقف وأن العالم يراقبها، ومع غياب بيئة داعمة، يصبح الضغط النفسي عبئًا لا يُحتمل.

الفئات الشابة هي الأكثر عرضة لهذه المخاطر، ليس فقط لكثرة استخدامهم للتكنولوجيا، بل أيضًا لكونهم في مرحلة نفسية واجتماعية حساسة تجعلهم أقل قدرة على مواجهة الأزمات. وتزداد الأمور سوءًا حين تُشارك صور أو مقاطع مهينة عبر الإنترنت، إذ تتحول هذه المواد إلى مصدر ضغط دائم يلاحق الضحية في كل لحظة.

وفي ظل غياب الدعم السريع والفعال من الأسرة أو المدرسة أو الجهات المختصة، يتفاقم الخطر، ويشعر الضحايا بأن الانتحار هو السبيل الوحيد للهروب من دائرة الخوف والابتزاز. الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لوضع آليات استجابة فورية تشمل الدعم النفسي، التوعية المجتمعية، وتشديد العقوبات على مرتكبي العنف الرقمي.

مواجهة هذه الظاهرة تتطلب وعيًا مجتمعيًا شاملًا لحماية الضحايا، خصوصًا الفتيات، وتوفير بيئة آمنة تضمن الخصوصية، إلى جانب تعزيز ثقافة الإبلاغ وعدم الاستسلام للابتزاز، وتفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في نشر الوعي بمخاطر العنف الرقمي وسبل التعامل معه. حياة الضحايا ليست مجرد أرقام، بل قصص مؤلمة كان من الممكن أن تنتهي بشكل مختلف مع الدعم والاحتواء في الوقت المناسب.