شئون عربية
أمريكا وأوكرانيا تصيغان إطار سلام ”محدّث ومنقّح” لإنهاء حرب أوكرانيا بعد محادثات جنيف
أعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا عن إعداد إطار سلام محدّث ومنقّح لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك عقب المحادثات المكثفة التي جرت يوم الأحد في مدينة جنيف السويسرية، وفق بيان مشترك صادر عن الجانبين. وأكد الطرفان أنهما سيواصلان العمل خلال الأيام المقبلة بشكل "مكثف" لاستكمال المقترح، مع استمرار التنسيق الوثيق مع الشركاء الأوروبيين.
ووفق البيان، فإن الرئيسين الأمريكي والأوكراني سيتخذان القرارات النهائية المتعلقة بهذا الإطار الجديد، الذي وُصف بأنه ثمرة "مشاورات بناءة ومركّزة" أحرزت "تقدماً ملموساً نحو مواءمة المواقف وتحديد الخطوات التالية".
إطار سلام جديد... وتأكيد على سيادة أوكرانيا
أكد الجانبان أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن سيادة أوكرانيا ويحقق سلامًا عادلاً ودائمًا. ووفق البيان، فقد أسفرت المناقشات عن صياغة نسخة منقّحة من إطار السلام تراعي كامل الشواغل الأوكرانية، خاصة المتعلقة بالضمانات الأمنية، وحماية البنية التحتية الحيوية، وحرية الملاحة، والسيادة السياسية.
وفي بيان أمريكي منفصل، قال الجانب الأمريكي إن الوفد الأوكراني أكد أن جميع شواغله الرئيسية قد تمت معالجتها بالكامل في المسودة الجديدة، وإن الوثيقة تقدم "آليات موثوقة وقابلة للتنفيذ" لضمان أمن أوكرانيا على المديين القريب والبعيد. ولم تُعلّق كييف رسميًا على التفاصيل حتى الآن.
روبيو: تقدم جوهري في المحادثات... والقضايا المتبقية ليست مستعصية
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يقود التواصل الدبلوماسي في الملف، إن محادثات جنيف أحرزت تقدماً "جوهرياً"، على الرغم من الانتقادات التي وُجهت سابقاً إلى الخطة الأمريكية المكونة من 28 نقطة والتي رُفضت من قبل كييف وبعض الحلفاء الأوروبيين.
وأكد روبيو أن القضايا المتبقية "قابلة للحل"، مشيراً إلى أنه سيتم التعامل مع المسائل التي تخص أوروبا والناتو بشكل منفصل، وبالتنسيق الكامل مع الدول الحليفة.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن الموعد النهائي لاعتماد الخطة ليس حاسمًا بقدر أهمية الوصول إلى اتفاق متين، قائلاً:
"سواء كان الخميس، أو الجمعة، أو الأسبوع المقبل... نريد التوصل إليه قريبًا".
محادثات بمشاركة واسعة ومساعٍ لتعديل الخطة المثيرة للجدل
اجتمع روبيو في جنيف مع مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس السابق جاريد كوشنر، والمسؤول الدفاعي دانيال دريسكول، لبحث التعديلات مع الوفد الأوكراني.
ووصف كبير المفاوضين الأوكرانيين أندريه يرماك الاجتماعات بأنها "مثمرة للغاية"، وقال إن القرارات النهائية ستكون بيد زعيمي البلدين.
بدوره، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسائي عبر الفيديو بالجهود الدبلوماسية المتجددة، معرباً عن أمله في أن تؤدي المناقشات إلى اتخاذ خطوات حاسمة نحو إنهاء الصراع.
حلفاء أوروبا رفضوا الخطة الأصلية... لأنها تصب في مصلحة موسكو
شهدت الخطة الأمريكية الأصلية اعتراضات واسعة من قبل الأوروبيين، لأنها تضمنت بنودًا مثيرة للجدل، أبرزها:
-
تنازل كييف عن مساحات شاسعة من أراضيها لروسيا.
-
تقليص حجم الجيش الأوكراني بشكل كبير.
-
ترتيبات أمنية تُعتبر منحازة لروسيا.
وبحسب تقارير، فقد عُقدت اجتماعات جنيف على وجه السرعة لإقناع الولايات المتحدة بإعادة النظر في الصيغة الأولى للخطة، تمهيدًا لصياغة إطار سلام أكثر توازنًا وقابلية للتطبيق.
المحادثات التي شاركت فيها أيضًا دول مثل فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، والاتحاد الأوروبي تشير إلى مرحلة جديدة من التحرك الدبلوماسي المكثف، وسط آمال بأن يسهم الإطار المنقّح في وضع أسس لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.