صفقة خداع الشعب السوداني أدارها مستشار البشير ”رجل السعودية الأول”

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
حزب مستقبل وطن يكرم الفائزين في مسابقة المليون جنيه لحفظة القرآن الكريم بالجيزة استمرار النمو القوي لشركة Renk في عام 2023 وكالة NSPA تقوم بشراء أنظمة أسلحة متعددة الأغراض من طراز Carl-Gustaf لأربع دول في حلف شمال الأطلسي محمد صلاح وأحمد حلمي على منصة مراهنات لجني الأرباح.. ما القصة؟ تقارير: أوكرانيا ليس لديها ما يكفي من الالغام لبناء خطوط دفاعية جديدة مسلح يفتح النار على سيارات في الضفة الغربية المحتلة الرئيس الإيراني يدعو الخيرين بالعالم الإسلامي للمشاركة في إعادة إعمار غزة قصف جوي إسرائيلي عنيف على مدينة الأسرى وسط قطاع غزة جامع الولي.. قلب أنقرة المعنوي يجذب الزوار من أنحاء العالم (فيديو) الأمم المتحدة: اسرائيل تتحمل مسؤولية إعاقة دخول المساعدات لقطاع غزة انفجار محطة وقود بولاية كنتاكي الأمريكية قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف القطاع الغربي جنوبي لبنان

شئون عربية

صفقة خداع الشعب السوداني أدارها مستشار البشير ”رجل السعودية الأول”

طه عثمان والبشير
طه عثمان والبشير

طالب الشعب السوداني المجلس العسكري الإنتقالي السابق، برئاسة عوض بن عوف، تقديم عمر البشير للمحاكمة وعرضه على شاشات التلفزيون السوداني أمام جماهير الثورة السودانية، كما كان يفعل نظام الرئيس المخلوع البشير بفضح كل المعتقلين السياسين المعارضين لنظامه وسياسة حزب المؤتمر الوطني السوداني .

فخرج "بن عوف" ببيان ألقاه على الشعب السوداني قائلاً: تم إعتقال رأس النظام السابق، ووضعه في مكان آمن، ولم ينوه لمحاكمته أو عرضه على شاشات التلفزيون، ففقد مصداقيته أمام شباب الثورة السودانية، وخاصة لوجود علاقة قرابة شديدة إمتدت للنسب بينهما، وترددت معلومات عن تدخلات خليجية بإقالة بن عوف وإنضمام المجلس العسكري للشعب السوداني بقيادة عسكرية جديده تكون مقبولة في الشارع السوداني، وعلى المستوى الإقليمي وخاصة السعودية والإمارات، التي كانت تمر علاقاتهما بتوتر إبان حكم البشير في ظل إختلاف الرؤى وأولها علاقته بقطر وتركيا والإخوان المسلمين .

إنتهزت السعودية والإمارات الفرصة للترحيب برئيس المجلس العسكري الجديد القائد عبد الفتاح البرهان ومجموعته، أملاً في تقوية العلاقات مع السودان وخاصة أن البرهان هو المسئول عن القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن، ضمن قوات عاصفة الحزم، وقضى الفترة الأخيرة متنقلاً بين اليمن والإمارات، علماً بأن الدول المرحبة بـ "البرهان" تعلم أنه "صهر" وزير الدفاع "بن عون"، وأن تعاقب الحكم في السودان يمشي على خطى ثابتة بين أفراد العائلة الواحدة .

وأشارت مصادر سودانية أن البرهان لم يكن له أي إنتماء سياسي، وهو أول قائد عسكري ينضم للمتظاهرين وأعطى تعليمات صريحة للقيادة العامة بفتح الباب للثوار ليحتموا داخل مبنى القيادة بعد فتح النار عليهم، وذلك في السابع من إبريل الجاري، وإنتاب الثوار السودانين حالة من الخوف أن تكون هناك مسرحية، بعد ما طالبوا مراراً البرهان لتسليم البلاد لحكومة مدنية، وتقديم البشير ورموز نظامه للمحاكمة العاجلة، ورؤيتهم خلف القضبان، وعلى الشاشات التلفزيونية، وإلا سيستمرون بالاعتصام في الشارع حتى يلحق بمصير بن عوف، بعدما ظهر تسجيل صوتي لأحد القادة بالجيش، يؤكد فيه إنخداعه بعدما علم من شقيقه الأصغر، وهو برتبة رائد عسكري منتمي لحزب المؤتمر السوداني، كان موجود أثناء إعتقال البشير قائلاً له: أن البشير غادر فجراً للسعودية بتنسيق مع طه عثمان.

من هو طه عثمان ؟

هو مدير مكتب الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، الذي أقاله البشير منذ عامان على خلفية خلافات داخل منظومة الحكم في البلاد، بعدما ما وردت معلومات تفيد بتعاونه مع النظام السعودي في ملفات خاصة بالسودان، وبعدها غادر طه عثمان السودان متوجهاً للسعودية، وتم تعيينه مستشاراً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي منحه الجنسية السعودية، عاد عثمان للسودان أمس تزامناً مع وجود وفد سعودي إماراتي إجتمع مع المجلس العسكري الجديد بقيادة البرهان، الذي أكد لهم إستمرار مشاركة القوات السودانية باليمن شاكراً دعمهم له .

وعلى الجانب الأخر من المشهد نرصد حالة الغليان منذ ثلاثة أيام بالشارع السوداني الذي لم تتحقق مطالبه، ومنها محاكمة البشير أمام الشاشات التلفزيونية، ونشاهد اليوم خروج المجلس العسكري بتصريح نقل البشير من سجن كوبر السوداني الى الخرطوم، متزامناً أيضاً مع عودة طه عثمان اليوم إلى السعودية، بعدما سلم الملفات الخطيرة التي كانت مصدراً للخلاف بينه وبين البشير لقائد الدعم السريع "حميدتي" والذي يثبت بها تورط البشير في صفقات وإهدار لأموال الدولة، التي أكدت مصادر أنه تم حرق أغلبها داخل القصر الجمهوري منذ بداية إندلاع الثورة، تواردت معلومات بصفقه تمت بين المجلس العسكري الحالي والسعودية بواسطة طه عثمان، خدع فيها البشير للخروج بالسودان من حرب أهلية والبقاء على البرهان، وأكد المصدر قائلاً: من غير المنطقي أن يتواجد رئيس حتى لو كان مخلوع بسجن مثل سجن كوبر السوداني، واصفا أنه مثل سجن أبو زعبل المصري، موكدا التناقض الكبير بين تصريح بن عوف بوجوده بمكان آمن ثم يقال انه كان بسجن كوبر .

من هنا يتضح أن البشير عاد من السعودية، طبقاً لاتفاق يحظى فيه بالأمان، وأن يكون محمياً من المجلس الحاكم بالبلاد، وأن سيناريو مغادرته للسعودية قبل البيان العسكري بعزله لم ينجح، خوفاً من تأجيج الشعب ضد المجلس الحاكم الآن، خاصة وأن الشعب يريد أن يعلم أين البشير، ليكتشف المجلس الحاكم بعد ذلك أنه أمام "معضلة" كبرى قد تطيح به سريعاً، بذلك تم أخذ القرار بعودة البشير للسودان مرة أخرى، بتنسيق مع طه عثمان مستشار محمد بن سالمان، لتتحقق مقولة أن "البشير في مكان آمن".