أكد وزير الزراعة والثروة السمكية والأغذية الاسباني, لويس بلاناس أن التدريب الجيد هو المفتاح لتحسين القدرة التنافسية والكفاءة والإنتاجية لقطاع الأغذية الزراعية وبالتالي معالجة التحديات المستقبلية. ولهذا السبب، تلتزم الحكومة بتعزيز التدريب الزراعي السليم من خلال استراتيجية التدريب الزراعي الغذائي "ازرع، انمِ، واحصد مستقبلك"، التي قدمها الوزير.

قال بلاناس إن الأمر لا يقتصر على "إدارة الحاضر فحسب، بل يشمل أيضًا التفكير في المستقبل". ولتحقيق ذلك، وُضعت خطط محددة لتطوير ممارسات مستدامة لإنتاج وتجهيز الأغذية، بما يضمن الأمن الحيوي، ورعاية الحيوان، وسلامة الغذاء. وأشار إلى أن كل هذا من شأنه أن يساهم في تحسين الاعتراف بالمهنيين والحفاظ على قطاع الأغذية الزراعية الأوروبي الرائد.

وأشار الوزير إلى أن 76% من المزارعين يتمتعون بتدريب ممتاز، لكنهم اكتسبوه بجهدهم الشخصي، ولم يتلقوا أي تعليم آخر سوى ما تلقوه من آبائهم أو أقاربهم. وقد تلقى عشرون بالمائة منهم دورات قصيرة غير معتمدة، و4 بالمائة فقط حصلوا على تعليم جامعي رسمي أو تدريب مهني. «نتعلم في الجامعة، ولكننا نتعلم أيضًا في الميدان. وفي الوقت نفسه، علينا أن نكون قادرين على توفير أدوات للمستقبل»، هذا ما صرّح به.

بالنسبة للوزير، الأمر لا يتعلق فقط بتحسين معرفة المهنيين الحاليين، بل يتعلق أيضًا بجذب المواهب. ولهذا السبب، شجع الشباب على ممارسة مهنة مليئة بالفرص، ذات أهمية استراتيجية، وقدرة على الابتكار، ومساهمة واضحة في التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن إسبانيا تعد قوة عظمى في مجال الأغذية الزراعية. كما أنها قطاع أساسي للمجتمع ككل، وتوفر فرص عمل كبيرة، ومجال يتمتع بإمكانات عالية للابتكار والنمو الاقتصادي، بحسب الوزير.

ولذلك، تضمن هذه الاستراتيجية الشاملة أن يتقن الكوادر المهنية الجديدة أدوات الزراعة الدقيقة والأتمتة، وتحليل البيانات، والممارسات الزراعية المستدامة، وحتى الإدارة والقيادة، من بين أمور أخرى.

التدريب من خلال خمسة خطوط استراتيجية

وأوضح الوزير أنه تم إعداد خمسة خطوط استراتيجية و10 مجالات عمل سيتم تنفيذها من خلال خطط ثنائية.

يتضمن الخط الأول إجراءات تهدف إلى إعطاء الهيبة للمهن وجذب المواهب الشابة التي تقدر الوظيفة ذات قابلية التشغيل العالية والآفاق المستقبلية الجيدة.

ويهدف الثاني إلى تعزيز التدريب الرسمي من خلال التعاون مع الجامعات والجمعيات المهنية، وتعزيز التدريب المهني المزدوج في مجال الأغذية الزراعية، والذي يسمح بالتناوب في العمل بين المدارس والشركات.

ويتم دمج التدريب غير الرسمي، باعتباره مكملاً للتدريب الرسمي، في الخط الثالث. وأكد لويس بلاناس التزام الوزارة بالتدريب المستمر للفنيين الريفيين والدورات التدريبية الأخرى عبر الإنترنت والتي أكملها بالفعل أكثر من 15 ألف شخص.

ويخصص الخط الرابع للمهارات الرقمية، التي تلتزم بها الوزارة بشكل خاص من خلال La Vega Innova، وهي مساحة لتعزيز الابتكار التكنولوجي في قطاع الأغذية الزراعية.

سيتم استخدام الخط الخامس لمراقبة وتقييم الخطوط السابقة

تهدف هذه الاستراتيجية إلى إرساء الأساس لنشاط زراعي مربح وفعال وأكثر قدرة على المنافسة، مما يتيح للناس أن يعيشوا حياة كريمة يعترف بها المجتمع.