العالم
”أوسكار بونتي” يسلط الضوء على الدور الرئيسي الذي يلعبه النقل في تطوير استراتيجية الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي
أكد وزير النقل والتنقل المستدام الاسباني, أوسكار بونتي أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون أكثر توحدا من أي وقت مضى وأن يثبت مكانته القوية في لحظة جيوسياسية معقدة وغير مؤكدة، حيث يلعب النقل دورا رئيسيا في ضمان التحالف وقوة الاتحاد الأوروبي.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا توجيه قراراتنا المتعلقة بالنقل نحو الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، وأجندة خضراء تنافسية، وأمن أراضينا ومواطنينا. علينا أن ننظر إلى الواقع من منظور مجتمعي، هذا ما صرّح به أوسكار بونتي خلال الجلسة الأولى لمجلس وزراء الاتحاد الأوروبي غير الرسمي، المنعقد في وارسو، بولندا.
وفي هذا الصدد، دافع بونتي عن أهمية النقل لتطوير استراتيجية الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي ودعا نظراءه إلى المشاركة وإيجاد الحلول "لزيادة كفاءة الاتصال في جميع أنحاء نظام النقل الأوروبي وتحسين قدرته التنافسية ومرونته".
ولتحقيق هذه الغاية، من الضروري أن يكون لدينا شبكة نقل أوروبية متكاملة وسلسة وقابلة للتشغيل المتبادل بالكامل تسمح بالاستخدام المزدوج وتعزز الأمن السيبراني للنقل، والاستثمار في التقنيات المتقدمة للاستفادة من الابتكار والبيانات الضخمة، مع تقليل مخاطر الهجمات التي قد تسبب اضطرابات تشغيلية.
صرح الوزير خلال الاجتماع غير الرسمي للوزراء الذي نظمته الرئاسة البولندية للاتحاد الأوروبي: "تُولي الحكومة الإسبانية أهمية بالغة لتطوير البنية التحتية ذات الاستخدام المزدوج. ويجب أن يُسهم قطاع النقل في استراتيجية أمنية أوروبية فعّالة". كما أكد تضامن إسبانيا مع الشعب الأوكراني والتزام الحكومة بأمن أوروبا ودفاعها.
تم تنظيم مجلس الوزراء غير الرسمي إلى جلستي عمل، واحدة تركز على البنية التحتية ذات الاستخدام المزدوج والأخرى على الأمن السيبراني للنقل. وبذلك تم تناول التحديات والإجراءات اللازمة لتعزيز التنمية في كلا المجالين.
التنقل المزدوج
ركزت الجلسة الأولى على معالجة موقف مشترك بشأن التنقل المزدوج داخل الأراضي الأوروبية.
وفي كلمته، أكد أوسكار بونتي أن النقل يشكل عنصرا أساسيا في استراتيجية الدفاع، وبالتالي ينبغي توجيه الاستثمار نحو تسهيل التنقل العسكري، دائما من خلال الاستخدام المسؤول والفعال للموارد. وفي هذا السياق، أشار إلى ضرورة استكمال الممرات الأوروبية، لأن الأمن والدفاع يتطلبان شبكة نقل أوروبية متواصلة ومتكاملة.
ولتحقيق بنية تحتية مزدوجة وتسهيل التنقل العسكري، من الضروري اتباع نهج شامل وتصميم الاستثمار بعناية.
القضايا التي يتعين معالجتها هي كما يلي:
تعزيز التنسيق بين فرق النقل والدفاع المختصة.
وستقوم هذه الفرق بإجراء تحليل مشترك وعميق لشبكة البنية التحتية والاتصالات مع نقاط الدخول والخروج الرئيسية للقوات والمعدات العسكرية، من منظور متعدد الوسائط وبالتعاون مع مشغلي النقل.
تحقيق شبكة لوجستية فعالة من حيث القدرة والاتصالات والرقمنة والاستخبارات والأمن المشترك.
الاستثمار في صيانة الشبكة الحالية لتلبية المعايير المطلوبة للمعدات العسكرية.
اختبار النظام لاكتشاف الأخطاء وبالتالي ضمان قدرة الشبكة على مواجهة التهديدات الأمنية.
تعزيز الأمن السيبراني للنقل في الاتحاد الأوروبي
تركز جلسة العمل الثانية على التحدي الذي يفرضه الأمن السيبراني في الاتحاد الأوروبي وبناء الأمن السيبراني المرن.
وكما أعلن في تصريحاته عند دخوله الاجتماع، فإن أوسكار بونتي ملتزم باستخدام التقنيات الجديدة في القطاع لتحسين خدماته، وفي الوقت نفسه، يحذر من الكم الهائل من البيانات التي تنتقل مع المعلومات الحساسة. لذلك، "يجب علينا أن نضمن التأكد من حماية هذه البيانات"، وأن أنظمة النقل لدينا تستفيد من التكنولوجيا دون أن تكون عرضة للخطر."
وسلط وزير النقل الضوء أيضًا على العدد المتزايد من الهجمات الإلكترونية، والتي أصبحت أكثر تعقيدًا، وأن عام 2025 سيكون عامًا معقدًا، لذلك "يجب أن نستعد للرد بشكل مناسب على هذه التهديدات الجديدة، وخاصة في الإطار الجيوسياسي الحالي".
وفيما يتعلق بتعزيز الأمن السيبراني، قدم الوزير بعض الأمثلة التي تم تطويرها في إسبانيا، مثل المركز الوطني للتشفير - فريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية، ومكتب تنسيق الأمن السيبراني التابع لوزارة الداخلية، وفي قطاع النقل، خطة أمن المعلومات الاستراتيجية لشركة آينا.
لذا، لإعطاء الأولوية للأمن السيبراني في البرامج الأوروبية، من الضروري زيادة الاستثمار في تطبيق التقنيات المتقدمة في شبكة النقل بنهج مشترك. ويتطلب ذلك إنشاء مجموعات أو منتديات لتبادل أفضل الممارسات والتعلم من بعضنا البعض.
"معًا، يجب أن نعمل على تحديد التبعيات التكنولوجية وتطبيق بروتوكولات وقائية واستجابة لضمان قدرة الشركات الأوروبية العامة والخاصة على الصمود في وجه الهجمات السيبرانية. إن إرساء أدوات تنظيمية منسقة وتطبيق أكثر المعايير والمقاييس الوطنية والدولية صرامةً أمرٌ حيويٌّ لتحقيق الأمن السيبراني الأوروبي"، هذا ما صرّح به وزير النقل والتنقل المستدام في خطابه أمام نظرائه الأوروبيين.
تدريب الأمن السيبراني
وأخيراً، سلط أوسكار بونتي الضوء على أهمية إعطاء الأولوية للتدريب الرقمي في مجال النقل والتنقل، مع إجراء تدريبات مستمرة ومحاكاة للهجمات الإلكترونية تشمل جميع أصحاب المصلحة: المشغلين، والمصنعين، والهيئات التنظيمية، وخبراء التكنولوجيا.
وفي نهاية المطاف، فإن الاستثمار في التكنولوجيا والتدريب والتعاون بين القطاعين العام والخاص وبين الدول الأعضاء وإعداد نظم النقل لدينا للتهديدات الجديدة هي أمور أساسية للتخفيف من المخاطر وضمان مرونة القطاع السيبرانية.