وجوه خلف الألم.. قصص من ضحايا العنف الأسري في مصر

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
تعرف على سمة الشخصية التي تُنبئ بالنجاح الريادي قبول دفعة جديدة من المتطوعين وقصاصى الأثر والمجندين للإنضمام لصفوف القوات المسلحة القوات المسلحة تنظم زيارة للملحقين العسكريين المعتمدين إلى مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية دفاع فعال ضد الطائرات بدون طيار من خلال طائرات اعتراضية يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي شركة KNDS تقوم بإصلاح الدبابات القتالية الرئيسية الكندية من طراز Leopard 2 مجلس مصنعي إيرباص يدعو إلى قيادة ألمانية في بناء الطائرات العسكرية ”أوسكار بونتي” يسلط الضوء على الدور الرئيسي الذي يلعبه النقل في تطوير استراتيجية الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي ”لوبيز” يدافع عن التحول الرقمي باعتباره فرصة لإعادة التصنيع في إسبانيا: ”حان الوقت للأمن السيبراني” بيدرو سانشيز يؤكد التزام الحكومة بالتحول الأخضر الأزهر يدين العدوان الإرهابي على غزة وخرق الكيان الصهيوني لاتفاق وقف العدوان مواعيد قطارات العيد الإضافية على خطوط السكة الحديد «المشاط» تلتقي نائب رئيس «ماستركارد» العالمية لتعزيز سبل التعاون بمجال الابتكار الرقمي

منوعات

وجوه خلف الألم.. قصص من ضحايا العنف الأسري في مصر

العنف الاسرى - ارشيفية
العنف الاسرى - ارشيفية

رغم حملات التوعية المتزايدة، لا يزال العنف الأسري أحد القضايا الشائكة في المجتمع المصري، حيث تعاني آلاف النساء والأطفال من الاعتداءات الجسدية والنفسية داخل منازلهم، بينما تظل القوانين والإجراءات عاجزة عن توفير حماية حقيقية. في هذا التحقيق، نرصد شهادات ضحايا، ونستمع إلى آراء خبراء، ونتتبع جهود الجهات الرسمية والمجتمع المدني لمواجهة الظاهرة.

الجمعيات الحقوقية: بلاغات العنف الأسري في تزايد

تؤكد هالة محمود، مسؤولة في مؤسسة قضايا المرأة المصرية، أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في عدد النساء اللاتي يطلبن المساعدة بسبب العنف الأسري وأننا نتلقى مئات الشكاوى شهريًا من سيدات تعرضن للضرب أو العنف النفسي والاقتصادي، البعض منهن بيكون عندها شجاعة ترفع قضية، لكن كتير بيفضلوا السكوت خوفًا من الطلاق أو فقدان أبنائهن ، المشكلة الأكبر إن بعض الأهالي بيرفضوا استقبال بناتهم بعد الطلاق، فبالتالي بتضطر الضحية تعيش مع معنفها خوفًا من التشرد.

أما محمود حلمي ، مسؤول في مركز حماية الطفل، فيوضح أن الأطفال المعنفون غالبًا ما بيكونوا في حالة نفسية سيئة جدًا، بعضهم بيعاني من آثار جسدية واضحة، والبعض الآخر بيتعرض لعنف نفسي بيأثر على شخصيته ومستقبله، بنحاول نوفر دعم نفسي وقانوني، لكننا محتاجين تعاون أكبر من الدولة لحماية هؤلاء الأطفال.

محامون وخبراء قانون: القوانين وحدها لا تكفي

قال المحامي محمود الدسوقي، المتخصص في قضايا الأسرة: القانون المصري يوفر حماية جزئية ضد العنف الأسري، لكنه في الواقع غير كافٍ، العقوبات الموجودة ضعيفة، وكثير من الضحايا بيسحبوا القضايا بسبب الضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية، لازم يكون فيه محاكم أسرية أسرع، وتوفير مأوى حقيقي للضحايا اللي بيتعرضوا للعنف المستمر.

أما القاضية نادية عبد العال، فتؤكد أن القانون بحاجة إلى تطوير حاليًا، في مساعٍ لتشديد العقوبات على المعتدين داخل الأسرة، لكن التنفيذ هو المشكلة. بعض القضايا بتأخد شهور طويلة في المحاكم، والضحايا بيكونوا بلا حماية طوال هذه الفترة. لازم يكون فيه تدخل أسرع من النيابة لحماية الضحية فور تقديم البلاغ."

ضحايا العنف: "بيتي بقى سجن والخروج منه مستحيل"

قالت "منى" ، 34 عامًا،" : بدأت معاناتي بعد عام من الزواج، ففي البداية كان زوجي يعاملني بشكل جيد، لكن مع مرور الوقت أصبح سريع الغضب، يصرخ لأتفه الأسباب، ثم تحول الأمر إلى الضرب، في كل مرة كنت أفكر في مغادرة المنزل، لكن خوفي على أطفالي وعدم وجود مكان أذهب إليه كان يمنعني. وعندما طلبت الطلاق، هددني بحرماني من أطفالي، فاضطررت لتحمل العنف لسنوات، لم أجد مخرجًا إلا عندما تواصلت مع إحدى الجمعيات الحقوقية، التي قدمت لي الدعم القانوني وساعدتني في رفع قضية طلاق للتخلص من هذه المعاناة "

أما "يوسف"، 13 عامًا، فيتحدث عن تجربة مؤلمة مع العنف الأسري، حيث كان يتعرض للضرب المبرح من والده بشكل متكرر: "بابا كان بيضربني لأي سبب، حتى لو نسيت أعمل حاجة طلبها ، كان بيستخدم الحزام وأحيانًا العصاية، كنت بروح المدرسة ووشي متعور، زمايلي كانوا بيسألوني مالك، وكنت بكذب وأقول وقعت ، كنت حاسس إني محبوس، مش عارف أتكلم ولا أهرب، لحد ما أخويا الكبير قرر يحكي للمدرسة، والناس هناك ساعدونا نروح لمركز حماية الطفل."

الخبراء النفسيون: "العنف الأسري يدمر الأجيال القادمة"

تحذر الدكتورة مروة كمال، أخصائية علم النفس، من تأثير العنف الأسري على الأطفال "الطفل اللي بيتربى في بيئة عنيفة بيكبر وهو عنده اضطرابات نفسية، زي القلق والاكتئاب، وأحيانًا بيكرر نفس العنف لما يكبر، لازم نركز على التوعية بأضرار العنف داخل الأسرة، ونوفر دعم نفسي للضحايا، مش بس نكتفي بالعقوبات."

وزارة التضامن: "نعمل على حلول.. لكن التحديات كبيرة"

في المقابل، يقول مصدر مسؤول بوزارة التضامن الاجتماعي: "الوزارة شغالة على مشروعات لحماية المرأة والطفل، زي مراكز الاستضافة للنساء المعنفات، وبرامج توعية للأسر عن أهمية نبذ العنف، لكن للأسف، المشكلة مش قانونية بس، هي مجتمعية كمان، ولازم يكون فيه تغيير في الثقافة العامة حول العنف داخل الأسرة."

في ظل شهادات الضحايا، وتحذيرات الخبراء، ومحاولات الجهات الرسمية، يبقى العنف الأسري مشكلة قائمة تحتاج إلى حلول جذرية. فهل نشهد يومًا بيئة أسرية أكثر أمانًا في مصر، أم ستظل هذه المعاناة مستمرة دون نهاية واضحة؟